موضة الإطارات المحروقة.. قنبلة ذرية مؤقتة

تقارير وحوارات

موضة الإطارات المحروقة.. قنبلة ذرية مؤقتة

خديجة البزال

8 آذار 2021 08:06

لاشك أن التظاهر حق طبيعي وهو مايعتبره كثير من علماء النفس مفرغ طبيعي لطاقات كامنة في النفس البشرية لابد من تفريغها كي لاتحمل آثار سلبية على المجتمع والسلطة بشكل عام، كما أن القانون في أي دستور بلد ما عد التظاهر حق من حقوق المواطنين وهو نفسه القانون الذي أكد أن حرية الفرد تتوقف عند حرية الجماعة.. 

فإذا كان من حقك التظاهر والمطالبة بما تريد هذا لايعني أن تسيء لحقوق الآخرين ويحمل تظاهرك كوارث طبيعية لباقي سكان مجتمعك بما يحمله أثر الإطارات المشتعلة من أضرار على الهواء. 

رئيسة جمعية “غايا”البيئية بينت لموقع النهضة نيوز أن الهواء يعتبر أحد أهم العناصر لاستمرار الحياة على كوكب الارض. وهو يتكون من مجموعة من الغازات المؤثرة على حياة الانسان والحيوان والنبات، فمثلا في حال انعدام الهواء أو عدم وجوده لن يكون هناك حياة على هذه الارض، أو في حال انعدامه لا يمكن أن يصل الصوت، وبالتالي لا يمكننا سماع بعضنا او الاحساس بالاخطار المحتملة او الجميلة، حتى الطيور لا يمكنها التحليق دون هواء.

وأكدت أن الدراسات كشفت أن الاطارات تنثر ما مقداره 5.8 غرامات من الذرات السامة والمضرة في كل كيلومتر تقطعه، والذرات ناتجة عن التآكل المستمر للاطارات اثناء احتكاكها باسفلت الشارع.

طبعا لا يمكننا أن نرى بالعين المجردة الذرات التي يستنشقها الانسان والتي تكون سبابا في مشكلات صحية خطيرة أبرزها السرطان وأمراض الرئة والقلب.

فما بالنا في سموم الاطارات المحروقة ومن تناثر نيترات الامونيوم الى ” الديوكسينات ” في شوارعنا ليلا والناتجة عن الاطارات المشتعلة التي لا تقل فتكا عن تسلط المسؤولين على مدى عقود من الزمن !!

ما لا نعيه أننا نضيف كارثة على حياتنا وعلى الصحة العامة لما ينجم عنها اي الاطارات المشتعلة من سموم مركزة ومواد مسرطنة وغبار سام هم أخطر من وباء كورونا على كل الانواع الحية.

صحيح أن وجع المجتمع لامس العظم والكرامة بسبب استقواء المنظومة الفاسدة لكن لا يجوز لنا كشعب يريد الحياة ان نزيد “الطين بلة ” ونزيد من كوارثنا بكارثة بيئية تهدد السلامة العامة.

وأوضحت رئيسة جمعية غايا البيئية أن تأثير حرق الاطارات في الهواء الطلق له تأثير على جودة الهواء وتلوث التربة والمياه. فالإطار يتكون بشكل اساسي من الهيدروكربونات المبلمرة ( المطاط الصناعي او الطبيعي ) 47% وأسود الكربون الذي يحتوي على اكسيد السيليكون 21.5% ، والفولاذ والنسيج وأكسيد الزنك والكبريت..

أي هو ماده سريعة الاشتعال ولا يمكن السيطرة عليها.

كما أن زيادة على الاعراض الخطيرة التي تتسببها الاطارات المشتعلة من أمراض القلب والرئة والسرطان هي أيضا تسبب تغيير في الجينات للخلية يمكن ان تؤدي الى تشوهات خلقية.

ومن باب الحرص على بيئتنا المهددة كل يوم نوجه رسالة الى كل مواطن يهمه فعلا مستقبل البلد والأجيال النظر في أساليب مؤثرة أكثر على المنظومة الفاسدة في التعبير والضغط والابتعاد عن ما يزيد كوارثنا ومشاكلنا الصحية والبيئة التي تهدد حياتنا كمواطنين كل يوم.