أخبار

سبوتنيك ترصد تحركات حزب الله لمنع انهيار لبنان

28 نيسان 2021 15:28

أفادت وكالة سبوتنيك بحسب ما ورد إليها، فإن حزب الله اللبناني يشتري المواد الغذائية والأدوية من إيران في محاولة للحفاظ على الاقتصاد اللبناني عائما وتلبية حاجة اللبنانيين من الأساسيات ، لكن صحفيا محليا يقول إن تلك الجهود لن تسكت اللبنانيين.


حيث شكل شهر رمضان تحديا كبيرا للعديد من اللبنانيين، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير، واستمرار العديد من الناس في مكافحة الفقر بشكل يومي.

ففي الواقع، أصبح الوضع اللبناني الاقتصادي مقلقا وقد أشارت بعض التقارير إلى أن حزب الله، وهو  مكون لبناني أساسي يشغل مقاعد في البرلمان اللبناني، قد كثف استعداداته لمواجهة الخطر الاقتصادي المحتمل.

وأشارت سبوتنيك إلى أنه ووفقا للتقارير، يعمل حزب الله على توسيع نظام البطاقة التموينية وتخزين الوقود واستيراد الأساسيات مثل الطعام والأدوية من إيران، وذلك للأوضاع التي يعتقد أنها ستكون أكثر صعوبة في المستقبل.

وقد قال محمد كليت، الصحفي والناشط السياسي المقيم في بيروت، والذي كان يراقب الوضع عن كثب، أن المناطق التي يسيطر عليها حزب الله شهدت تدفقا كبيرا للمنتجات الإيرانية في الأسابيع الأخيرة، وهو الأمر الذي أثار الجدل وأدى إلى انقسام المجتمع اللبناني المنقسم بالفعل.

وأضاف: " يدعي الموالين لحزب الله أن نظام الدعم هذا لن يساعد أعضاء الحزب وعائلاتهم فقط، ولكنه سيساعد الطبقات الضعيفة الأخرى من السكان أيضا، كما وينتقد كثيرون آخرون الحزب لقيامه بمثل هذه الخطوة، قائلين إنهم يستخدمون قوتهم الناعمة لجعل أجزاء من لبنان تابعة لإيران".

وتضيف سبوتنيك، بأنه وكما هو الحال دائما، ربما تكمن الحقيقة في مكان ما في الوسط، فعلى الرغم من أن حزب الله ربما يستخدم دعم المواد الغذائية كحملة علاقات عامة لتحسين صورة إيران، إلا أن اعتماد حزب الله على الجمهورية الإسلامية أمر مفهوم، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي.

فمع تراجع قيمة العملة اللبنانية (الليرة اللبنانية) وارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 400 %، فإن الحصول على الامدادات من إيران يعتبر أمرا ضروريا للحفاظ على تعويم الاقتصاد.

وتشير وكالة سبوتنيك إلى أن الاقتصاد كان هشا منذ أن خرجت البلاد من الحرب الأهلية التي استمرت في الفترة الواقعة ما بين عامي 1975-1990، لكنها ساءت بشكل كبير بعد تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد في شهر فبراير من عام 2020، التي أدت إلى إغلاق العديد من الشركات الخاصة.

وتضيف الوكالة، بأن انفجار بيروت في شهر أغسطس من عام 2020، أدى إلى تفاقم الوضع، حيث كلف الاقتصاد اللبناني حوالي 15 مليار دولار وسط أضرار جسيمة، وعندما ساءت الظروف بشكل متزايد، استؤنفت الاحتجاجات بقوة أكبر، ففي أواخر شهر مارس، خرج مئات المتظاهرين إلى شوارع بيروت بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

كما واندلعت احتجاجات مماثلة في أجزاء أخرى من لبنان، وفي طرابلس، أصيب أكثر من 200 متظاهر في اشتباكات مع قوات الأمن بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفشي جائحة فيروس كورونا التي وضعت ضغطا إضافيا على البلاد واقتصادها.

ويوفق سبوتنيك ففي السنوات الأخيرة، أشارت التقارير إلى أن تمويل حزب الله قد انخفض بنسبة 40 % بشكل جزئي بسبب العقوبات الغربية وجزئيا بسبب حقيقة أن إيران، التي شهدت انخفاضا في الدخل بسبب انخفاض أسعار النفط، لم تستطع تزويد حزب الله بالـ 700 مليون دولار التي كانت ترسلها للحزب.

ويعتقد كليت أنه إذا لم يتمكن حزب الله ولا إيران من إنقاذ لبنان، فسينهار الاقتصاد اللبناني ويمكن أن يمهد ذلك الطريق لتدخل أجنبي في البلاد".

كما وحذر كليت من أن ذلك سيكون مجرد ذريعة مثالية للقوى الأجنبية لشن عملية عسكرية في لبنان لنشر" ديمقراطيتها"، فماذا سيحدث بعد ذلك؟ سيتحول لبنان إلى أفغانستان أو العراق أو الصومال أو سوريا أخرى.

المصدر: وكالة سبوتنيك