علماء الفلك يتتبعون أبعد مصدر للانبعاثات الراديوية الفضائية على الإطلاق

علوم

علماء الفلك يتتبعون أبعد مصدر للانبعاثات الراديوية الفضائية على الإطلاق

10 آذار 2021 13:17

استخدم علماء الفلك تلسكوباً فضائياً عملاقاً يتبع للمرصد الأوروبي الجنوبي لاكتشاف ودراسة ما يسمونه المصدر الأكثر بعداً للانبعاثات الراديوية الفضائية المعروفة بالتفصيل.


وحددوا المصدر على أنه عبارة عن "كوازار عالي الصوت"، وهو جسم لامع له سطح نفاث قوي تنبعث منه أطوال موجات الراديو، وهو بعيد للغاية بحيث استغرق وصول الضوء الصادر منه إلى كوكب الأرض حوالي 13 مليار سنة.

الثقوب السوداء

وتجدر الإشارة إلى أن العلماء متحمسون لأنهم يعتقدون أن هذا الاكتشاف يمكن أن يساعدهم في فهم الكون المبكر، مشيرين إلى أن هذه الأجسام مثل "كوازار" هي أجسام شديدة السطوع وتتواجد في مركز بعض المجرات، والتي تعمل بفعل ثقوب سوداء فائقة الكتلة، حيث أنه عندما يستهلك الثقب الأسود الغاز المحيط به، يتم إطلاق دفعة هائلة للغاية من الطاقة، مما يسمح لعلماء الفلك برصد تلك الأجسام عبر مسافات شاسعة.

ويطلق على هذا الكوازار اسم P172 + 18، وفي ظل أن الضوء المنبعث عنه يستغرق حوالي 13 مليار سنة للوصول إلى الأرض، ينظر إليه علماء الفلك كما كان عندما كان عمر الكون حوالي 780 مليون سنة.

ويوضج لعلماء الفلك أنه قد تم اكتشاف المزيد من الكوازارات البعيدة في الماضي ، ولكن هذا هو الأول الذي تمكن فيه علماء الفلك من التعرف على تواقيع الموجات الراديوية الصادرة عنه ومدى طبيعته في وقت مبكر للغاية من الكون.

وبحسب العلماء، يتم تشغيل الكوازار P172 + 18 بواسطة ثقب أسود أكبر بنحو 300 مليون مرة من الشمس، وهو يستهلك الغاز المحيط به بمعدل مرتفع للغاية، كما أن كتلته تنمو بواحد من أعلى المعدلات التي لاحظوها على الإطلاق.

ويعتقد علماء الفلك أن هناك صلة بين النمو السريع للثقب الأسود الهائل والانبعاثات الراديوية القوية التي ينتجها هذا الكوازار.

بالإضافة إلى ذلك، يعتقد الباحثون أن دراسة الكوازارات الساطعة الراديوية يمكن أن تقودهم إلى اكتشاف المزيد من المعلومات حول كيفية نمو الثقوب السوداء في الكون المبكر إلى حجم هائل جدا بعد وقت قصير من الانفجار العظيم الذي شكل الكون.

المصدر: موقع سلاش جير