أحدث صانع أثاث ومصمم ديكور صيني ضجة كبيرة وألهم العديد من المقلدين من خلال إلقاء منحوتة خزفية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في وضع تأملي شبيه بتمثال بوذا.
الدمج بين ترامب وبوذا في منحوتة
لا يوجد نقص في البضائع الصينية المخصصة لرئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، حتى أن هناك عملات تذكارية وفرش المرحاض وألعاب القطط، وعدد لا يحصى من التماثيل، بما في ذلك الإصدارات المحدثة من جبل روشمور الأمريكي الشهير، بالإضافة إلى كل تلك الأعلام والملصقات والقبعات من الحملات الرئاسية الماضية والمستقبلية.
• الدمج بين ترامب وبوذا
أظهر صانع أثاث ومصمم ديكور في جنوب الصين منحوتة لدونالد ترامب من الخزف الأبيض في وضعية الجلوس متربعاً ويداه مسترخيتان بهدوء في حجره، مرتدياً رداء الراهب ورأسه منخفض وعيناه مغمضتان، كما لو كان في حالة راحة تأملية، وهي حالة عاطفية لا ترتبط عادة بالرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، وأطلق صانعها عليها اسم: "ترامب، بوذا معرفة الجنة الغربية".
وعندما سئل هونغ جينشي، صاحب المنحوتة، عن سبب إلهامه لصنعها، أجاب: "لقد كان بالفعل ناجحاً للغاية، لكنه الآن لا يزال يعذب نفسه، فهو مهووس ولديه الكثير من الأفكار والشكوك".
ويعكس تمثال هونغ افتتاناً ثقافياً ثابتاً بدونالد ترامب في الصين، والذي بدأ مع انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، حيث أعجب الكثيرون بأسلوبه المتهور، وبعلاقات عائلته التجارية مع الصين، وحتى بمغازلته المبكرة لزعيم الصين، شي جين بينغ، الذي وصفه بـ "الرجل المذهل".
كما يمكن القول أن الإعجاب بترامب في الصين بلغ ذروته خلال زيارته لبكين في عام 2017، ولكن منذ ذلك الحين، توترت صورته جنباً إلى جنب مع توتر العلاقات الصينية-الأمريكية، حيث تفاقم تآكل هذه العلاقات بسبب الحرب التجارية المريرة وجائحة فيروس كورونا وحملة إعادة الانتخابات التي استخدم فيها ترامب الصين هراوة لمهاجمة الفائز النهائي، الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
الدمج بين ترامب وبوذا في منحوتة
وتجدر الإشارة إلى أن هونغ، البالغ من العمر 43 عاماً، يعيش ويعمل في مصنع أسمنت قديم حوله إلى ورشة ومعرض، في مدينة شيامن الساحلية، وقال أنه تصور هذه المنحوتة في ذهنه خلال العام الماضي، لكنه أكمل مؤخراً التماثيل القليلة الأولى منه، كما وطرح تلك المنحوتات للبيع عبر الإنترنت في موقع Taobao، حيث قدم حجمين منها، أحدها أطول من 6 بوصات والآخر بطول 18 بوصة، وطلب ما يعادل 153 دولار و 615 دولار ثمنا لها على التوالي.
و في الوصف، أضاف هونغ بسخرية: "اجعل شركتك رائعة مرة أخرى"، واستناداً إلى التعليقات التي تلقاها عبر الإنترنت، كان بعض العملاء المحتملين يتسارعون في طلبها، كما لو أن الإعجاب بالتمثال يمكن أن يجلب الحظ السعيد لهم.
يقول هونغ: "قد يكون لذلك علاقة بشخصيتي، أنا أحب إغاظة الناس وإلقاء النكات، وأعتقد أنني متشابه في ذلك مع ترامب، فهو لا يزال يخوض معارك مع كل الأنواع كل يوم، ولذلك أعتقد أن هذه المنحوتة هي النقيض التام له ولشخصيته".
الجدير بالذكر أن عرض البيع الذي أطلقه هونغ على موقع ومتجر Taobao على الإنترنت انتشر بشكل واسع النطاق، وقد جذب انتباه صحيفة جلوبال تايمز الحكومية، وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى هذا الأسبوع.
كما وتجدر الإشارة إلى أن هونغ قد استطاع بيع حوالي 100 منحوتة منها حتى الآن، ولكن هذه هي الصين، حيث يتم إنفاذ حقوق الملكية الفكرية بشكل فضفاض في أحسن الأحوال، الأمر الذي أدى إلى إنتاج نسخ وبضائع مقلدة منها وبيعها عبر نفس المتجر الإلكتروني مقابل أثمان بخسة مقارنة بالمنحوتات الأصلية.
تمثال دونالد ترامب
وقد اشتكى هونغ إلى إدارة متجر Taobao، لكن المحتالين قاموا ببساطة بتغيير الصور وتحديث قوائمهم للمضي قدما في عمليات البيع.
بالإضافة إلى ذلك، لم يكن تمثال هونغ هو التمثال أو المنحوتة الأولى لترامب التي تجتاح وسائل الاعلام، حيث ظهرت منحوتة أخرى ظهرت خلال الشهر الماضي في مؤتمر العمل السياسي للمحافظين في فلوريدا بجانب ترامب نفسه، وقيل أنه صنع في الصين أيضاً.
والآن، يبقى أن نرى ما إذا كان إرث ترامب كإلهام فني سيكون خالداً مثل الزعيم الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ، فقد يعتمد ذلك على المستقبل السياسي لدونالد ترامب، حيث أن منتجات الحملة الانتخابية الرئاسية الخاصة بترامب لعام 2024 متاحة بالفعل على الإنترنت.
وبحسب ما نقله صحيفة النيويورك تايمز، يعتبر هونغ هذه المنحوتة التي تظهر ترامب بانه بوذا عملاً قيد التقدم، مشيراً إلى أن التجاعيد على شفاه دونالد ترامب عميقة للغاية، مما يخلق تأثيراً يتعارض مع رؤيته، وأنه لم يفكر في إنشاء تمثال لبايدن، رغم أنه مفتون برائد الأعمال الأمريكي البارز الآخر، إيلون ماسك.
كما وقال إنه قد قام بتخزين أول 100 قطعة مرقمة من المنحوتات لشخص معين، وأنه يود إذا أمكن ذلك، أن يعطي واحدة منها لدونالد ترامب نفسه، مضيفاً: "لقد كان ناجحاً للغاية، لذا من وجهة نظر دينية، يجب أن يترك الأمور في هذا الوقت كما هي عليه، وأن يستمتع بحياته في هذا العصر".
المصدر: صحيفة نيويورك تايمز