دراسة حديثة تكشف أن السفر أسرع من الضوء ممكن

منوعات

دراسة حديثة تكشف أن السفر أسرع من الضوء ممكن

13 آذار 2021 13:22

حدد العالم الفيزيائي والدكتور إريك لينتز في دراسة حديثة طريقة يمكن أن ينتقل بها صاروخ بسرعة تفوق سرعة الضوء، أي أكثر من 186000 ميل في الثانية بشكل نظري.


وبهذه السرعة، يمكن لرواد الفضاء الوصول إلى أنظمة نجمية أخرى في غضون سنوات قليلة، مما يسمح للبشرية باستعمار الكواكب البعيدة في الفضاء، في حين يمكن أن تستغرق تكنولوجيا الصواريخ الحالية ما يقرب من 6300 عام للوصول إلى بروكسيما سنتوري، وهو أقرب نجم إلى شمسنا.

وعلى الرغم من أنه قد تم اقتراح فكرة ما يسمى بـ "محركات الاعوجاج"، أي المحركات التي يمكنها أن تفوق سرعة الضوء من قبل، ولكنها غالبا ما اعتمدت على الأنظمة النظرية التي تخرق قوانين الفيزياء، لأنه وفقاً لنظرية النسبية العامة لأينشتاين، من المستحيل ماديا لأي شيء أن يسافر أسرع من سرعة الضوء.

يقول الدكتور لينتز، العالم في جامعة غوتنغن في ألمانيا، أن محرك الاعوجاج الخيالي الخاص به سيعمل ضمن حدود الفيزياء.

وبينما تعتمد النظريات الأخرى على مفاهيم "غريبة"، مثل الطاقة السلبية، ففكرته تتغلب على هذه المشكلة باستخدام جسيم نظري جديد.

ووفقا لبيان صحفي صادر عن جامعة غوتنغن، يمكن لهذه الجسيمات الجديدة التي تسمى "السوليتونات فائقة السرعة" أن تسافر بأي سرعة كانت مع الامتثال لقوانين الفيزياء.

وتجدر الإشارة إلى أن جسيم السوليتون، والتي يشار إليها أيضا باسم "فقاعة الالتواء"، هي موجة مدمجة تعمل مثل الجسيم مع الحفاظ على شكلها ويمكنها التحرك بسرعة ثابتة وعالية للغاية.

وقال الدكتور لينتز أنه طوَر نظريته بعد تحليل الأبحاث الحالية واكتشاف ثغرات في دراسات ونظريات محرك الاعوجاج السابقة. وأنه يعتقد أن السوليتونات يمكن أن تنتقل أسرع من الضوء وتخلق بلازما موصلة ومجالات كهرومغناطيسية كلاسيكية.

وتجدر الإشارة إلى أنه يتم فهم كلا المفهومين في إطار الفيزياء التقليدية، وهما يخضعان لنظرية النسبية لأينشتاين.

وفي حين أن محرك الاعوجاج الخاص به يوفر إمكانية محيرة للسفر بسرعة تفوق سرعة الضوء، إلا أنه لا يزال في مرحلة الفكرة النظرية إلى حد كبير في الوقت الراهن، حيث سيتطلب تطبيقها عملياً قدراً هائلاً من الطاقة التي لا يمكن أن توفرها حتى التكنولوجيا الحديثة.

وقال الدكتور لينتز: "يجب أن تكون مدخرات الطاقة هائلة الموفرة حوالي 30 ضعف نطاق مفاعلات الانشطار النووي الحديثة. ولحسن الحظ، تم اقتراح العديد من آليات توفير الطاقة في بحث سابق، والتي يمكن أن تخفض الطاقة المطلوبة بما يقرب من 60 مرتبة من حيث الحجم. ولذلك، فإن هذه الدراسة قد نقلت مشكلة السفر بسرعة تفوق سرعة الضوء خطوة واحدة بعيداً عن البحث النظري في الفيزياء الأساسية وجعلته أقرب إلى الهندسة والتطبيق".

وأضاف: "إن الخطوة التالية هي معرفة كيفية خفض كمية الطاقة الهائلة اللازمة ضمن نطاق تقنيات والتكنولوجيا الحديثة التي نمتلكها اليوم، مثل إنشاء محطة طاقة انشطارية نووية كبيرة وحديثة، ثم يمكننا التحدث عن بناء النماذج الأولية للمحركات الاعوجاجية الفائقة لسرعة الضوء".

المصدر: صحيفة نيويورك بوست