المصدر: Earth.com

العلوم

تغير المناخ يذيب جليد القارة القطبية الجنوبية بسرعة مخيفة

14 آذار 2021 13:07

تسبب التغيرات المناخية السريعة عبر مناطق القطب الشمالي والقطب الجنوبي مخاوف جدية بشأن ارتفاع مستوى سطح البحر، حيث تتلاشى الأنهار الجليدية والجليد البحري بمعدلات غير مسبوقة، فخلال النصف الثاني من القرن العشرين، كانت شبه جزيرة أنتاركتيكا، القارة القطبية الجنوبية، من أسرع الأماكن ارتفاعاً بالنسبة لدرجة حرارة الأرض.

السبب الرئيسي هو حرق الوقود الأحفوري، الذي يطلق غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وتلعب تيارات المحيطات والتغيرات الجوية وأنماط الرياح أيضاً دوراً رئيسياً في رفع درجات الحرارة.

في دراسة جديدة من منظمة أبحاث المعلومات والأنظمة، شرع الباحثون في تحديد العوامل المناخية المحددة المسؤولة عن السرعة المقلقة لتراجع الجليد الذي لوحظ في شبه جزيرة أنتاركتيكا.

وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور كازوتوشي ساتو، أن "تأثيرات التغيرات المناخية على خطوط العرض الوسطى لنصف الكرة الجنوبي على هذا الاحترار في القطب الجنوبي لم يتم تحديدها كمياً بعد".

وللتحقيق، قام فريقه بتحليل التغيرات المناخية في بحر تاسمان والمحيط الجنوبي لتحديد ما إذا كان يمكن ربط هذه التغييرات بتغيرات درجات الحرارة في شبه جزيرة أنتاركتيكا.

كما ركزت الدراسة على بيانات درجة الحرارة من ست محطات عبر شبه جزيرة أنتاركتيكا، بالإضافة إلى أنماط الرياح والأعاصير فوق بحر تاسمان والمحيط الجنوبي من 1979 إلى 2019.

اكتشف الخبراء أن التسخين في بحر تاسمان يعدل أنماط الرياح فوق المحيط الجنوبي وينقل الحرارة إلى شبه جزيرة أنتاركتيكا عبر موجات روسبي، حيث يحدث هذا التأثير حتى بدون تسخين غير عادي في المناطق الاستوائية، ويكون أكثر وضوحاً في أشهر الشتاء عندما تكون الأعاصير أكثر نشاطاً.

وأوضح الدكتور ساتو: "لقد أظهرنا أن فترات الشتاء الدافئ في بحر تاسمان تؤثر على التغيرات الشاذة في درجات الحرارة الدافئة في المناطق الرئيسية في غرب أنتاركتيكا، بما في ذلك شبه جزيرة أنتاركتيكا، من خلال التحول نحو القطب الجنوبي لمسارات الأعاصير في جنوب المحيط الهادئ".

ووفقاً للمؤلف المشارك في الدراسة الدكتور جون إينو، فإن تحديد العوامل المسؤولة عن ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي سيساعد العلماء وصناع السياسات والإدارات على وضع تدابير للأشخاص الأكثر تضرراً من ارتفاع مستويات سطح البحر.

وأشار الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تساعد أيضاً في التنبؤ المستقبلي لذوبان الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية وما يترتب على ذلك من ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي.