بينت مصادر متابعة لملف التأليف عبر قناة المنار أن إنجاز التأليف الحكومي غير وارد إلّا إن حلّت معجزة.
وكشفت المصادر أن كلّ ما كان يعوّل عليه من عوامل أو نقاط قوّة يمكن أن تساهم في تشكيل الحكومة أصبح في خبر كان.
كما أن الفرنسيين الزائرون تارة والمتصلون تارة أخرى والضاغطون مرات ومرات.. رئيس مجلس النوّاب نبيه بري الذي سعى وسعى وسعى.. جميعهم لم ينجحوا ونتيجة سعيهم لم تكن الا سرابا بسراب.
وأكدت المصادر أنه لا جنوح الدولار ولا جنون الأسعار ولا إشتعال الشوارع بالنار أثّرت أو حرّكت ساكنًا لدى المعنيين بالتأليف.
واعتبرت المصادر أن الشركاء المفترضون في التشكيل، كل واحد منهم بقي واقفًا عند مطالبه، في مربّع ما يريد.. لم يتحرّك رمشة الى الأمام.. فعطّلوا محاولات الحل وأفشلوا المقاربات المختلفة وحتّى المخارج المُخترعة.
وأوضحت المصادر أنه لم يعد هناك من يتحرّك أو يحاول.. وإن حصل لاحقًا، فلا يعني ذلك أنّه سيحقق ما عجز عنه سابقا.
وبينت مصادر إعلامية أن ملف تشكيل الحكومة اللبنانية لايزال ينتظر التوافق من الطبقة السياسية، وعلى مايبدو أن لاحكومة في المدى المنظور، حيث أن المفاوضات لم تفضي إلى نتائج حتى الآن، والرئيس نبيه بري فضل التريث في مبادرته وسط السقوف العالية التي تعرقل فرص تحقيق أي تقدّم.
وقالت جريدة الشرق الأوسط نقلاً عن مصادر سياسية مطلعة إن المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين خليل التقى أول من أمس جبران باسيل لإقناعه بمبادرة نبيه بري الرامية لحلحلة العقد من خلال عدم إعطاء الثلث الضامن لأي طرف، وترك تسمية وزير الداخلية له، على أن تُشكّل الحكومة من 18 وزيراً، إلا أن جهود خليل لم تنجح في إقناع باسيل.
وأوضحت المصادر أن الرئيس نبيه بري علم بفشل حسين خليل في إقناع جبران باسيل بالمبادرة، وذلك وسط مرونة يبديها سعد الحريري حيالها، ما دام أنها لا تشكّل التفافاً على المبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان.
وأشارت المصادر إلى أن «حزب الله» ليس في وارد الضغط على حليفه جبران باسيل، وأنه يكتفي بالتمنّي عليه للانخراط في التسوية التي يستعد بري لإطلاقها.
وقالت المصادر إن حزب الله لم يكن مرتاحاً لرد فعل حليفه، لكنه في المقابل أحجم عن إبلاغه بأنه على استعداد للسير فيها ولو وحيداً، وأرجعت السبب إلى أن الحزب ليس في وارد التفريط بعلاقته بـ«التيار الوطني» بغياب البديل الذي يؤمّن له الغطاء السياسي في الشارع المسيحي.