سفيرة إسرائيلية سابقة: نفوذ روسيا في الشرق الأوسط مستمر في ظل فشل الولايات المتحدة في المنطقة

وفي الحقيقة، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي موجود حالياً في العاصمة الروسية موسكو، حيث أنه من المتوقع أن يجتمع مع نظيره سيرجي لافروف في وقت لاحق مساء اليوم الأربعاء.

توسع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط

كما أنه لمن المقرر أن يناقش الاثنان التجارة، ومحاولات إعادة كتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية وعدد من القضايا الإقليمية، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني والتوترات الإسرائيلية في الشمال مع حزب الله اللبناني.

• روسيا في المركز

مع ذلك، زعمت السفيرة الإسرائيلية السابقة في روسيا أليزا شنهار أن اجتماع الوزيرين هو إلى حد ما "حفل بلا معنى"، وعلى الرغم من موافقتها على أنهما من المحتمل أن يناقشا قضايا مثل حزب الله وإيران، التي تعتبرها إسرائيل تهديداً لأمنها، إلا أنها تعتقد أيضاً أنهما سيركزان على تعزيز مصالح موسكو في المنطقة، مشيراً إلى أن الاهتمام الأساسي هو "ترسيخ" نفوذ القيادة الروسية في المنطقة.

والجدير بالذكر أنه خلال عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تمكنت روسيا من استعادة شعبيتها في الشرق الأوسط، وذلك بعد أن خسرتها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

وفي سوريا، تمكنت موسكو من الوقوف الى جانب الحكومة السورية والرئيس بشار الأسد على الرغم من محاولات الغرب للإطاحة بالزعيم المنتخب من خلال دعم المعارضة والجماعات المتمردة.

فلاديمير بوتين وبشار الأسد

وفي إيران، لعبت موسكو دوراً محورياً في المساهمة في استقرار البلاد من خلال الدعم الدبلوماسي الذي قدمته لطهران ولبرنامجها النووي في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، بينما في إسرائيل، تمكنت من تهدئة التوترات بين الجيش الإسرائيلي وأحد أكبر أعداءه في المنطقة، حزب الله اللبناني.

و في الأشهر الأخيرة، كان أشكنازي يضغط على قادة العالم لتصنيف الفروع السياسية والعسكرية لحزب الله كمنظمة إرهابية، وقد نجح في تحقيق هذا الهدف في جمهورية التشيك وإستونيا والأرجنتين، لكن من غير المرجح أن يحقق نتائج مماثلة في روسيا، حيث ينظر الروس إلى حزب الله على أنه منظمة شرعية.

وقالت شنهار أن هذا جزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية لروسيا، حيث تهدف الأخيرة إلى الحفاظ على علاقات مستقرة مع جميع اللاعبين الأساسيين في المنطقة من أجل تعزيز المصالح العسكرية والاقتصادية لموسكو.

• لا غنى عن واشنطن

تعتقد السفيرة السابقة أن مواقف روسيا قد أصبحت أقوى في السنوات الأخيرة، و أنها قد تشهد دفعة أكبر الآن بعد أن تولى جو بايدن الرئاسة في واشنطن.

حيث ترى شنهار: "من الناحية الجيوسياسية، فشلت الولايات المتحدة في فهم المنطقة، وفقدوا الاهتمام بها مفضلين التركيز على المشاكل المحلية والقضايا الخارجية الأخرى. وعلى العكس من ذلك، استغلت روسيا تلك الفرصة للترويج لنفسها على أنها دولة مستقرة وشريك مخلص على عكس الولايات المتحدة، بسبب تحالفاتها المتغيرة باستمرار".

فلاديمير بوتين والملك سلمان

كما وأشارت إلى أن هذه الاستراتيجية قد بدأت تؤتي ثمارها بالفعل في بعض مناطق الشرق الأوسط، مشيرة الى أن في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال تتطلع قيادة المملكة إلى موسكو كحليف محتمل ومورد موثوق للأسلحة بسبب التعليقات الأخيرة التي أدلت بها إدارة بايدن، والتي تشير إلى أن واشنطن قد ترغب في "إعادة ضبط" علاقاتها مع السعودية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك ميول مماثلة لدى الإمارات العربية المتحدة ومصر التي خذلتها الولايات المتحدة عام 2012، بعد إحجامها عن تزويد القاهرة بطائرات هليكوبتر أباتشي في حربها ضد الإرهابيين في صحراء سيناء، وهي خطوة دفعت مصر للبحث عن شركاء في موسكو بدلاً عن الولايات المتحدة.

فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي

ومع ذلك، بالنسبة لإسرائيل التي تعتمد على واشنطن في الحصول على المساعدة العسكرية والدبلوماسية والمقيدة لها بعدد من العقود والمعاهدات، فإن مثل هذه الخطوة مستحيلة، وذلك بحسب ما تعتقده شنهار، حيث قالت: "لا أرى إمكانية لحدوث سيناريو تتخلى فيه إسرائيل عن اعتمادها على الولايات المتحدة الأمريكية، فأي شخص يجرؤ على فعل ذلك سيكون مخطئاً بلا شك، فنحن لن ندير ظهورنا للولايات المتحدة ولا ينبغي لنا فعل ذلك".