دراسة: مرض الملاريا أصاب البشر منذ آلاف السنين

علوم

دراسة: مرض الملاريا أصاب البشر منذ آلاف السنين

18 آذار 2021 18:05

تشير أدلة جديدة إلى أن مرض الملاريا قد أصاب البشر منذ آلاف السنين، أي أكثر بكثير مما كان يعتقده العلماء من قبل. 


والجدير بالذكر أن الطفيل المسبب لمرض الملاريا، الذي يقتل أكثر من مليون شخص سنويا، ينتقل إلى البشر عن طريق البعوض، حيث أن النظرية التي دائماً ما كان يقترحها الباحثين تكمن في أن استخدام البشر الأوائل لتقنيات الري والزراعة وحرق الأعشاب الضارة خلقت بركاً راكدة كانت أرضاً خصبة لتكاثر البعوض الحامل للملاريا.

دراسة تكشف تاريخ إصابة البشر بالملاريا

لكن الطفرات الجينية المكتشفة في عظام الصيادين الفيتناميين القدامى الذين عاشوا منذ آلاف السنين، أي حتى قبل تلك الثقافة التي تتبنى الزراعة، يمكن أن تعيد عقارب الزمن الخاصة بتاريخ مرض الملاريا إلى الوراء، أي إلى ما قبل التخلي عن الحراب والاعتماد على المحاريث (قبل تحول الإنسان البدائي من الصيد للزراعة).

وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض الشائعة للإصابة بالملاريا تشمل ارتفاع درجة حرارة الجسم والتعب والصداع والقيء، وتؤدي في بعض الأحيان إلى الغيبوبة والوفاة.

وفي الحقيقة، لا تزال الملاريا مشكلة صحية عالمية، حيث تشير التقديرات إلى وجود 229 مليون حالة إصابة بالملاريا خلال عام 2019 وحده، وذلك وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ثلثا حالات الوفاة التي تسببها الإصابة بمرض الملاريا، والتي قالت منظمة الصحة العالمية أنها تزيد عن 400000 سنوياً، تكون بين الأطفال دون سن الخامسة.

والجدير بالذكر أن الباحثين يعتقدون أن طفيل المتصورة المنجلية، وهو الطفيل المميت الذي يسبب إصابة البشر بمرض الملاريا، موجود منذ 50000 عام تقريبا، العلماء اعتقدوا منذ فترة طويلة أن المرض أصبح تهديدا للبشر عندما انتقلنا من كوننا صيادين إلى مزارعين.

وبينما بدأت الزراعة في الشرق الأوسط منذ حوالي 12000 عام، ظلت أجزاء من جنوب شرق آسيا مسكونة من قبل جماعات الصيادين الرحالة لآلاف السنين بعد ذلك.

وفي عام 2015، وجدت هالي باكلي، عالمة الآثار البيولوجية بجامعة أوتاجو في دنيدن، بنيوزيلندا، طفرات جينية في عظام يصل عمرها إلى 7000 عام في فيتنام، والتي أشارت إلى أن السكان الأصليين قد كانوا يكافحون الملاريا قبل فترة طويلة من التحول إلى الزراعة.

وعلى الرغم من أن مرض الملاريا لا يترك أي أثر فعلي في السجل الأثري الأحفوري، إلا أن باكلي وفريقها لاحظوا أنه بعد دراسة العينات تحت المجهر، ظهرت بعض التغيرات المسامية غير الطبيعية المرتبطة بالثلاسيميا في عظام هؤلاء الصيادين القدامى، وهو اضطراب دم وراثي مدمر يمكن أن يحدث في كثير من الأحيان، والذي يمكن أن يكون قاتلاً في بعض الأحيان.

ولكن في شكل أكثر اعتدالاً، يمكن أن توفر الثلاسيميا في الواقع بعض الحماية من الملاريا، ويعتقد أنها أصبحت منتشرة في البشر كاستجابة تكيفية (مناعة ذاتية طبيعية) للمرض.

بالإضافة إلى ذلك، وجد الفريق تغييرات في العظام المستخرجة في موقع زراعي عمره 4000 عام في نفس المنطقة أيضاً، والتي كانت شبيهة لتلك التي وجدت في موقع الصيد وجمع الثمار البالغ من العمر 7000 عام.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة وعال الأنثروبولوجيا البيولوجية ميلاندري فلوك: "حتى الآن، كنا نعتقد أن الملاريا أصبحت تهديداً عالمياً للبشر عندما تحولنا إلى الزراعة. لكن دراستنا هذه تظهر أن هذا المرض كان يمثل تهديدا للمجموعات البشرية قبل ذلك بوقت طويل في جنوب شرق آسيا على الأقل، وذلك لأن البعوض الحامل للملاريا موجود في كل مكان في غابات جنوب شرق آسيا، ولن يحتاج إلى مياه راكدة ليعيش ويتكاثر بسبب طبيعة الغابات الرطبة".

المصدر: صحيفة الديلي ميل