أمين حطيط يصف زيارة الجنرال ماكينزي إلى البقاع اللبناني بأنها ذات طبيعة عسكرية

أخبار لبنان

أمين حطيط يصف زيارة الجنرال ماكينزي إلى البقاع اللبناني بأنها ذات طبيعة عسكرية

20 آذار 2021 17:50

علق الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور أمين حطيط، على زيارة قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي الجنرال كينيث ماكينزي، والسفيرة الأمريكية في بيروت، بلدة "غزة" البقاعية مؤخرا، والتي قيل أنها للإطلاع على مشروع حفر بئر ارتوازي يعمل على الطاقة الشمسية تموله وكالة أمريكية. 

وقال أمين حطيط خلال حديث لبرنامج "نافذة على لبنان"، أن هذه الزيارة وما أعلن عنها في مكان والحقيقة في مكان آخر.

وأشار أمين حطيط، إلى أنه لا يمكن لعاقل أو مجنون أن يتصور أن الجنرال ماكينزي قائد ​القيادة​ الوسطى الأمريكية، التي تنتظم فيها قوات عسكرية أمريكية تبلغ 65 ألف عسكري موزعين على 54 قاعدة عسكرية ويمكنهم تلقي الدعم من الأسطولين البحريين الأمريكيين في المتوسط وفي ​الخليج​، أن يأتي لتدشين بئر تم تدشينه منذ سنتين.

ولفت أمين حطيط إلى أن الزيارة لها طبيعة عسكرية محضة تتصل بمهام القائد العسكري الأمريكي في ​الشرق الأوسط​، وربما للبحث عن إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في تلك المنطقة الاستراتيجية، تمكنها من فصل لبنان عن سوريا، ويمكنها من إقامة جهاز مبكر يطلع على كل مجريات العمق السوري.

وضمن مفاهيم السيادة الوطنية يطرح أمين حطيط العديد من التساؤلات أبرزها هل نفذ الجنرال ماكينزي عملية استطلاع ميداني في البقاع، وبشكل استعراضي من أجل كسر الحاجز النفسي للتنقل في الميدان هناك؟... هو استطلاع لإقامة قاعدة عسكرية أميركية لحلفاء ​أميركا​ في المنطقة، قاعدة تتكامل في وظيفتها لا بل تتقدّم على وظيفة القواعد الأميركيّة في شرقي سوريا من التنف إلى الشدادي و​الحسكة​؟ وهل يتحوّل مهبط الحوامات الذي تستعمله أميركا في لبنان إلى قاعدة جوية ثم إلى قاعدة عسكرية أوسع؟

كما نوه أمين حطيط إلى أن هناك شيء يحضّر في البقاع لإنشاء ​منظومة​ المراقبة والإنذار الأطلسيّة على ​الحدود اللبنانية السورية​ الشرقية، وان هذا الجهاز يحتاج إلى خطوات إضافيّة بعد النجاح الذي تحقق في إنشاء عشرات أبراج المراقبة البريطانية على ​السلسلة الشرقية​ بدءاً من ​القاع​ وهي تغطي 25 كلم في العمق السوري. 

كما أن هنالك تحضير لشيء عسكري ميداني أطلسي ما له علاقة بالتعويض عن الفشل في تعديل ​القرار 1701​ وتوسيع نطاقه ليشمل الحدود البريّة مع سوريا عامة وفي الجانب الشرقي منها بصورة خاصة. 

وهو مايبرز عن نية مخبئة لاستعمال البقاع ميدان تدريب و​مناورات​ على شاكلة ما يُنفذ في ​الأردن​ وما جرى فيه من مناورات الأسد المتأهّب. 

نطرح هذه الأسئلة في معرض دقّ ناقوس التحذير والدعوة لمواجهة المخاطر المتأتية منها، بخاصة إذا تذكرنا الأهمية الاستراتيجية لسهل البقاع عامة ولمنطقة البئر خاصة وهي على طريق ​بيروت​ دمشق وعلى بعد بضعة كيلومترات من الحدود السورية اللبنانية كما لا يمكن أن ينسى أنها على مقربة من بلدة السلطان اليعقوب حيث كسر ​الجيش​ العربيّ السوريّ الهجوم "الإسرائيلي" في العام 1982، الهجوم الذي كان يبتغي منه العدو الوصول إلى طريق دمشق بيروت وقطعها، فكسر الهجوم وأسر بعض جنوده الذين ما زالوا لغزاً لم يحله جيش العدوان "الإسرائيلي".

هذه الوقائع والأسئلة وسواها تجعلنا ننظر بريبة شديدة للحركة العسكرية في البقاع التي تنفذها قوات غربية بريطانية وأميركية، ما يفرض الحذر من الانزلاق في مسارات لا تتوافق مع سيادة لبنان وأمنه القومي الحقيقي، كما نذكر بأنّ ​الشعب اللبناني​ لم يقدّم مئات الشهداء لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي حتى يقدّم تلك الأرض والسيادة عليها على طبق من ذهب لأميركا وحلفها الأطلسي.

أما إذا كانت أميركا حريصة على لبنان فعلاً، فإنّ المجال الأفضل للمساعدة ليست في بئر مياه مهما كانت أهميته، بل في ملفات أخرى أهمّ وأخطر وهنا نرشدها إلى الحدود البرية مع ​فلسطين المحتلة​ وهي تنكر وجودها كما ​الحدود البحرية​ التي علقت التفاوض حولها، والى ​مزارع شبعا​ اللبنانية التي منحتها لـ "إسرائيل" ، وإلى قانون قيصر الذي ادّعت أنها جاءت به لمعاقبة النظام السوري فإذا بها تخنق به وتجوّع الشعب في كل من لبنان وسورية على حدّ سواء، والأهمّ أن توقف تنفيذ خطة بومبيو التي تسبّبت حتى الآن بفراغ سياسي وانهيار اقتصادي وانهيار نقدي في لبنان وتهدّد ​الوضع الأمني​ فيه.