شاب بقي مستيقظا خلال جراحة في دماغه استمرت 9 ساعات لإزالة ورم سرطانية في المخ

منوعات

شاب بقي مستيقظا خلال جراحة في دماغه استمرت 9 ساعات لإزالة ورم سرطانية في المخ

27 آذار 2021 11:01

خضع الشاب هاري كولينج، البالغ من العمر 20 عاماً لعملية جراحية دماغية بعد أسبوعين من تشخيص إصابته بورم سرطاني في المخ.

وقبل تشخيص إصابته بورم سرطاني في المخ، كان كولينج يعاني من النخزاة والشعور بالتنميل المتواصل التي تصل إلى الصداع العنيف والمؤلم، في حين كان يعتقد بأنه صداع نصفي بسبب تاريخ عائلته المرضي مع الصداع.

هاري كولينج مع اثنين من أصدقائه  

ولكن عندما وصلت الآلام إلى حد لا يطاق، حجز هاري موعدا مع أخصائي البصريات معتقداً أن بصره قد يكون السبب في حدوث تلك الآلام المبرحة في الرأس والعينين في شهر فبراير الماضي، واكتشف الطبيب المختص أنه يعاني من تورم في الجزء الخلفي من الأعصاب البصرية، حيث تم نقل هاري للمستشفى لاستكمال الفحوصات الطبية اللازمة.

وبعد عدة عمليات مسح في المستشفى، تلقى هاري أخباراً صادمة لم يكن يتوقعها، حيث أكد له الأطباء إصابته بورم سرطاني كبير في الدماغ، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة إسسيكس لايف البريطانية.

وبعد أسبوعين فقط من تشخيص إصابته، كان هاري مستلقياً على طاولة العمليات للخضوع لعملية إزالة أكبر قدر ممكن من الورم السرطاني الدماغي النادر هذا.

وعرضت على هاري فرصة الذهاب إلى مستشفى جامعة كوليدج لندن المتخصصة في طب الأعصاب، كما وأخبره الأطباء أنه من الأفضل إجراء العملية الجراحية الدقيقة هذه دون تخدير، أي أنه يجب عليه أن يكون مستيقظاً خلالها، وقد وافق هاري بشجاعة.

وعلى الرغم من أن فكرة أن تكون واعياً خلال إجراء عملية جراحية في رأسك أمراً مخيفاً وشاقاً، إلا أن هاري قال إنه فضل أن يظل في وضع الصمود (البقاء على قيد الحياة) وقام بإعداد نفسه للعملية بسرعة.

وفي يوم العملية، أدرك هاري أنها يجب أن تستمر حوالي أربع إلى خمس ساعات، وقال وهو يتذكر تلك التجربة "السريالية": "كنت أحاول فقط أن أكون جزءا من الفريق. فقبل العملية الجراحية، كان أفضل شيء يمكنني القيام به ومنح نفسي أفضل فرصة لأي شيء هو الذهاب إلى هناك بشكل واضح وهادئ".

كما وقال هاري أنه يتذكر سماعه ضجيج آلة الحلاقة التي تطن على رقعة رأسه التي كانوا يحلقونها في البداية، كما وأنه شاهد الأطباء وهم يتنقلون حوله في غرفة العمليات طوال الوقت.

وأضاف: "لا أستطيع أن أتذكر بدايتها حقاً، أتذكر الذهاب إلى هناك وأتذكر سماع صوت ماكينة الحلاقة وهي تحلق رأسي. كما وكان هناك طبيب وجراح أعصاب يقوم بمعظم العمل وطبيب آخر يتحكم في الأدوية حتى يتمكنوا من إبقائي خالياً من الألم قدر الإمكان مع إبقائي مستيقظاً. وكان هناك رجل كان يحرك يدي ويلمس أنفي ويلمس أنفي ويجعلنا أرسم بعض الخطوط على الورق للتأكد من أن دماغي يعمل بشكل صحيح وأن الجانب الأيسر لا يزال يعمل. كما وكان هناك طبيب يتحدث معي ويراقب جميع حركاتي، بالإضافة إلى طبيبان وعدد قليل من الأشخاص الآخرين المتواجدين في الغرفة ".

بالإضافة إلى ذلك، قال هاري أنه قد كانت هناك بعض اللحظات التي شعر بها ببعض الألم المقلق في قمة رأسه، ولكنه استطاع أن يتجاوز ذلك ويتحمل الألم بحسب قوله.

وأضاف: "كانت هناك أجزاء منها أتذكر أنني كنت أتألم فيها وأضغط على يدي وأجز على أسناني. لقد كنت أشعر بالألم حقاً، إن أفضل طريقة لوصف ذلك هي أن تعرف عندما تقطع شيئا ما وأنت تمضغه في رأسك وتوتر الجزء العلوي من رأسك، شعرت أن شخصاً ما كان يقطع شئيا ما بداخلي".

كما وأضاف: "كان من المفترض أن تكون مدتها أربع ساعات، ولكن انتهى بها الأمر لتستمر العملية لتسع إلى عشر ساعات. ولذلك، أعتقد أن وصفها بالسريالية هي أفضل شيء، فقد كان هناك الكثير من الأشياء التي تحدث طوال الوقت".

بحسب هاري، بعد مرور ثماني ساعات، شعر هاري بالخوف الشديد من أنه قد لا يستعيد يده اليسرى بعد أن فقد الإحساس بها تماماً. ولكن لحسن الحظ، كان فقدان الإحساس ذلك مؤقتاً، حيث استيقظ في وحدة الإفاقة لاحقًا لسماع الأخبار المريحة بأن معظم الورم السرطاني قد تم إزالته بنجاح.

وأعرب هاري عن امتنانه للأطباء "الرائعين" الذين عالجوه خلال هذه المحنة الصعبة، وهو يخضع الآن للعلاج الكيماوي، حيث يأمل الأطباء في التخلص من بقية الورم السرطاني.

المصدر: صحيفة ذا ميرور