يبدو أن علائم الخلاف باتت تشق طريقها في مسار حزب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لبوادر خلاف بين الرئيس وحزبه.. حيث جادل عضوان ديمقراطيان تقدميان في الكونجرس الأمريكي خلال جلسة أمس الأربعاء بأن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى اتخاذ الخطوة الأولى في العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران.
حيث دعا السناتور كريس مورفي، وهو ديمقراطي تقدمي من كونيكتيون، والنائب رو خانا، الديمقراطي التقدمي من كاليفورنيا، إلى ضرورة أخذ موقف أمريكي أكثر استباقية تجاه خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووي الإيراني"، و ذلك في حدث فيديو استضافه المجلس القومي الإيراني-الأمريكي والعديد من المجموعات الدبلوماسية الأخرى.
وقال خانا: "فيما يتعلق الأمر بسياسة هذه الإدارة تجاه إيران، كانت بداية مخيبة للآمال، حيث أنه يجب علينا أن نحاول العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة من خلال العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، وليس بممارسة لعبة الدجاج ".
وأشار خانا إلى أن المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية إلى إيران، روبرت مالي، قد تم تقييد يديه من قبل أعضاء آخرين في الإدارة. مضيفا: "أعرف أن روب مالي يتفهم الأمر، وأنا أعلم أنه مؤهل للقيام بذلك، لذلك أتساءل عن الحواجز التي تمنعه من فعل ذلك ".
خلافات بين جو بايدن وحزبه الديمقراطي
تجدر الإشارة إلى أنه بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة الأصلية، وافقت ست قوى عالمية على رفع الحظر الدولي عن الاقتصاد الإيراني مقابل فرض قيود صارمة على البرنامج النووي الإيراني، لكن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد خرجت من الاتفاق في عام 2018 بشكل أحادي الجانب، وقد ردت إيران على ذلك بزيادة بعض أنشطتها النووية .
وسبق أن قالت إدارة بايدن أنها تريد العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنها اتخذت موقفا متشددا في البداية من خلال مطالبة إيران باتخاذ الخطوة الأولى وعلى الرغم من أنه قد كان هناك دلائل على أن الموقف الأمريكي أصبح أكثر مرونة من السابق، إلا أن الموقف الإيراني قد أصبح متشددا أكثر في الوقت الراهن.
وقال مورفي: "كانت الولايات المتحدة هي الطرف الذي انسحب من الاتفاقية النووية أولا، وبالتالي لا ينبغي للولايات المتحدة الأمريكية أن تخشى من اتخاذ الخطوة الأولى للعودة إلى الاتفاقية . فلا يوجد ضعف في اعتراف الولايات المتحدة بذلك، ولكن بسبب عدم امتثالنا، لم تعد خطة العمل المشتركة الشاملة حية وبصحة جيدة الآن".
بالإضافة إلى ذلك، أشار كل من مورفي وخانا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن ترفع العقوبات الاقتصادية على الفور، وتستعيدها لاحقا إذا ما فشلت إيران في الرد بالمثل كما زعم مورفي أن سياسة إدارة ترامب أظهرت "بصيص أمل صغير للغاية"، وذلك لأنها أثبتت أن سياسة "الضغط الأقصى" التي اتبعتها تجاه إيران كانت " فشلا بائسا بنسبة 100% ". مضيفا : " لقد فعل ترامب بالضبط ما أوصى به معارضو خطة العمل الشاملة المشتركة لذلك، من المهم تذكير معارضي الاتفاقية بأن حجتهم قد تم اختبارها وقد فشلت بالفعل".
وأشار كلا من مورفي و خانا أيضا إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى دفع إيران إلى طاولة المفاوضات من أجل حل الصراع الدموي الدائر في اليمن، ودعا مورفي إلى إعادة ضبط أعمق في علاقة الولايات المتحدة بالمنطقة التي أصبحت تبتعد عن الآراء الطائفية .
و أضاف موفي: "نحن بحاجة إلى إجراء محادثة أوسع حول ما إذا كان لدينا حقا مصلحة في من يفوز في هذه المعارك بين الجانب السني و الشيعي في المنطقة وقد يكون لدينا بالفعل طرف مفضل، لكن السؤال المهم هنا هو ما إذا كنا بحاجة إلى التفكير بشكل حاسم في الأمر كما فعلنا خلال العقد الماضي ".