تعتبر الأغاني والتهويدات طريقة رائعة لتهدئة الطفل الذي يعاني من اضطرابات في النوم بلا شك، واتضح أن الأمر نفسه يمكن أن يساعد ملايين كبار السن الذين يكافحون للحصول على قسط كافي من النوم كل ليلة. حيث وجد الباحثون في تايوان أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يحسن نوعية النوم بين كبار السن الذين يعانون من اضطرابات النوم طوال الليل.
استماع كبار السن إلى الموسيقى الهادئة يحسن نومهم
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن ما بين 40 و70 % من كبار السن يعانون من مشاكل النوم، وكثيراً ما يستيقظ هؤلاء الأفراد في منتصف الليل أو يستيقظون مبكراً في الصباح دون أن يحصلوا على قسط كافي من الراحة التي يحتاجونها.
والجدير بالذكر أنه لا يمكن أن يؤدي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى تدهور نوعية الحياة فحسب، بل ويمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الصحة العقلية والبدنية أيضاً.
وهذا لأن الحصول على الراحة الكافية يمنح الجسم والدماغ الوقت الذي يحتاجه لإصلاح نفسه قبل بدء يوم جديد.
والآن، وجد الباحثون في جامعة يانغ مينغ تشياو تونغ الوطنية في تايبيه أن الألحان الممتعة قد تكون الحل الذي طال انتظاره.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور ين شي شين: "إن التدخل الموسيقي هو استراتيجية فعالة ويسهل إدارته من قبل مقدم الرعاية أو عامل الرعاية الصحية. وقد يكون العلاج بالموسيقى هو الخيار الأول من العلاج الذي ينصح به كبار السن الذين يعانون من اضطرابات النوم، مما يقلل الحاجة إلى الاعتماد على المهدئات والأدوية المنومة".
• فوائد الموسيقى الناعمة لتحسين نوم كبار السن:
بينما تقول الحكمة التقليدية أن الناس يحتاجون إلى ثماني ساعات من النوم، تظهر الدراسات أن ست إلى سبع ساعات من النوم يمكن أن توفر لمعظمهم الراحة المناسبة التي يحتاجونها بالفعل.
في هذه الدراسة، جمع الباحثون تقارير باللغتين الإنجليزية والصينية عن دراسات نوم عشوائية من خمس قواعد بيانات، والتي قام كل منها بتحليل تأثيرات الموسيقى على نوعية نوم الأشخاص فوق سن الستين.
وكتب الباحثين في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة: "تمت مراجعة جميع الدراسات من قبل محققين مستقلين، وهدفت هذه الدراسة إلى إجراء مراجعة منهجية وتحليل تلوي لتأثير الاستماع إلى الموسيقى على جودة النوم لدى كبار السن".
وتظهر النتائج أن كبار السن الذين يستمعون إلى الموسيقى قبل النوم يستمتعون بنوم أفضل بشكل ملحوظ من أولئك الذين ينامون في صمت.
وعلى وجه الخصوص، أظهر أولئك الذين يستمعون إلى الموسيقى الهادئة بدلاً من الألحان الإيقاعية أعلى زيادة في جودة النوم.
ويضيف الدكتور تشين: "استناداً إلى النظرية النفسية، يمكن أن يؤدي الاستماع إلى الموسيقى المهدئة إلى تحسين النوم عن طريق تعديل نشاط الجهاز العصبي الودي وإفراز هرمون الكورتيزول، وبالتالي خفض مستويات القلق والاستجابات للتوتر".
كما ووجد الباحثون أن الاستماع إلى الموسيقى قبل النوم لأكثر من أربعة أسابيع فعال بشكل خاص.
وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن العلاج بالموسيقى آمن وسهل الإدارة ويمكنه تحسين نوعية النوم بشكل فعال بين كبار السن، خاصة أولئك الذين يستمعون إلى المزيد من الموسيقى المهدئة لمدة لا تقل عن أربعة أسابيع متتالية.
المصدر: موقع Study Finds