الماريجوانا أثناء الحمل مرتبط بالولادة المبكرة والموت المبكر للأطفال الرضع

حيث أن الأطفال الذين يولدون لنساء كن يتعاطين الماريجوانا بكثرة أثناء الحمل كانوا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية، بما في ذلك الولادة المبكرة والوفاة في غضون عام من الولادة، مقارنة بالأطفال الذين يولدون لنساء لم يستخدمن الماريجوانا أثناء الحمل، وذلك وفقا لتحليل لما يقرب من 5 ملايين امرأة في كاليفورنيا أنجبن في الفترة الواقعة ما بين عامي 2001 و2012.

الماريجوانا اثناء الحمل

والجدير بالذكر أن هذه الدراسة المنشورة في مجلة Addiction العلمية تعتبر دليلاً إضافياً على مخاطر استخدام الماريجوانا أثناء الحمل، وذلك تزامناً مع إضفاء المزيد من الشرعية على استخدام البالغين للماريجوانا، حيث يحاول الباحثون تحديد ما إذا كان هذا المخدر قد يكون له آثار ضارة على الأجنة.

وربطت دراسة نشرت في شهر أغسطس الماضي استخدام الماريجوانا بين النساء الحوامل مع ارتفاع خطر الإصابة بالتوحد لدى أطفالهن.

وبدوره قال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور يوان شي الأستاذ المشارك في السياسة الصحية واقتصاديات الصحة في كلية هربرت ويرثيم للصحة العامة و علوم طول العمر البشري في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو: "نظرا لأن العديد من الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية قد وافقت الآن على استخدام الماريجوانا بشكل طبي وترفيهي، فإننا نوصي بإيجاد أساليب تنظيمية تستهدف النساء الحوامل، مثل وضع إرشادات للأطباء للتوصية بشكل مناسب لاستخدام الماريجوانا لأهداف طبية وبضرورة الإبلاغ عن المخاطر المحتملة لاستخدامها قبل الولادة".

كما وقال البروفيسور شي في رسالة أرسلها بالبريد الإلكتروني أن نهجاً آخر يتمثل في مطالبة الصيدليات ومنافذ بيع الماريجوانا والعقاقير الطبية بعرض علامات التحذير وأن تتضمن منتجات الماريجوانا ملصقات تحذيرية من أخطارها المحتملة على الأجنة.

بالإضافة إلى ذلك، يقول الباحثون أنه من غير المعروف عدد النساء الحوامل اللواتي يستخدمن الماريجوانا، ولا عدد النساء اللواتي قد يستخدمنها بكثرة أيضاً.

وأظهرت الدراسات والأبحاث السابقة أن عدد النساء الحوامل اللواتي يستخدمن الماريجوانا تضاعف بين عامي 2002 و 2016، من 3.4 % إلى 7 %، وأشار الباحثين إلى أن هذه النسب قد تكون أقل مما هي عليه في الواقع أيضاً.

الجدير بالذكر ان البروفيسور شي وزملائه قد راجعوا السجلات الطبية لـ 4.83 مليون زوج من الأمهات والرضع، والتي تضمنت 20.237 حالة أشار سجل الولادة فيها إلى أن الأمهات قد تم تشخيصها إما بـ "الاعتماد على الماريجوانا" أو "تعاطي الماريجوانا غير المعتمد"، مما يشير إلى أنهم كن يستخدمنها بشكل أكبر بكثير من الاستخدام العرضي.

كما وقارن الباحثون مستخدمي الماريجوانا مع 40474 امرأة حامل لم تظهر سجلاتهن أي مؤشرات على تعاطي الماريجوانا، وذلك من خلال عوامل مثل التركيبة السكانية وحالات الصحة البدنية وحالات الصحة العقلية والحالات الصحية السلوكية.

وعندما قارنوا نتائج الرضع من المجموعتين، وجدوا أن الأطفال المولودين لنساء استخدمن حشيشة الماريجوانا بشكل متكرر كانوا أكثر عرضة للولادة المبكرة بنسبة 6 %، وأكثر عرضة لانخفاض الوزن عند الولادة بنسبة 13%، وأكثر عرضة للوفاة خلال العام الأول من الولادة بنسبة 35 %.

كما وقالت الدكتورة نورا فولكو، مديرة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، الذي قدم التمويل لإجراء هذه الدراسة، أن اكتشاف أن الأطفال الذين استخدمت أمهاتهم حشيش الماريجوانا بكثرة كانوا أكثر عرضة للوفاة خلال العام الأول من الولادة كان شيئا يرى للمرة الأولى على الإطلاق.

بالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء أن الدراسة لها نقطتان قويتان رئيسيتان، بما في ذلك العدد الكبير من النساء اللواتي تم تحليلهن والتركيز على التعرض الشديد لحشيشة الماريجوانا.

تقول الدكتورة فولكو: "في الماضي، لم يحاول أحد دراسة تأثيرات تدخين الماريجوانا أثناء الحمل أو تحديد ما إذا كان يتم استخدامه بشكل منظم أو بجرعات عالية. في حين يتمثل أحد قيود الدراسة في عدم معرفة مقدار أو شكل الماريجوانا التي تستهلكها النساء أثناء حملهن، ولكن يمكن أن يتم حل هذه المشكلة في دراسة جارية في جامعة واشنطن في سياتل وتقوم حاليا بتجنيد النساء الحوامل اللواتي يستخدمن الماريجوانا للمشاركة فيها".

كما وقالت زيفا كوبر، مديرة مبادرة أبحاث الماريجوانا بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس والباحثة في معهد جين وتيري سيميل، أن هذه الدراسة الجديدة تؤكد المخاطر المحتملة لاستخدام الماريجوانا أثناء الحمل.

وأشارت زيفا كوبر إلى أنه يجب على الدراسات المستقبلية أن تنظر فيما إذا كانت النساء يستهلكن المواد الغذائية أو يدخن الماريجوانا بكثرة، وعلى الحصول على صورة أوضح عن التعرض لمادة الـ THC، المكون النفسي المخدر في الماريجوانا.