لطالما ارتبط تعاطي الماريجوانا بالكسل وانعدام الحافز، حيث صورت الحملات المناهضة للمخدرات مستخدمي الماريجوانا على أنهم غير مبالين وغير منتجين. إلا أن دراسة حديثة نُشرت في *مجلة علم النفس الاجتماعي والشخصية* (Social Psychological and Personality Science) كشفت أن هذا الاعتقاد الشائع قد يكون مجرد خرافة، وليس له أساس علمي قوي.
تأثير الماريجوانا على التنظيم الذاتي وليس الحافز
الدراسة التي أشرف عليها الدكتور مايكل إنزليخت وفريقه، كشفت أن تأثير الماريجوانا على التنظيم الذاتي قد يؤدي إلى تراجع طفيف في بعض السلوكيات، مثل الترتيب والانضباط، أثناء تعاطي المخدر. لكن هذا لا يعني أن المتعاطين يصبحون أقل حماسا أو أقل قدرة على أداء المهام. وقال إنزليخت في مقابلة مع *Neuroscience News*: "بينما قد تؤثر الماريجوانا على بعض جوانب السلوك، لم نجد أدلة تشير إلى أنها تجعل المتعاطين أقل مسؤولية أو أقل اجتهادا".
بمعنى آخر، الشخص الذي يتعاطى الماريجوانا قد يصبح أقل دقة أو أكثر عفوية في تصرفاته، لكن هذا لا يعني أنه يفقد حافزه أو رغبته في الإنجاز.
تأثير الماريجوانا على الحافز
جزء من الدراسة ركز على فكرة أن الماريجوانا تجعل المتعاطين أقل حافزا، وهي الفكرة الأساسية التي قامت عليها صورة "المدمن الكسول". ولكن نتائج البحث أكدت أن المستخدمين لم يظهروا أي فقدان للحافز أو الرغبة في بذل الجهد، سواء كانوا تحت تأثير المخدر أو في حالة صحو.
أشار الباحثون إلى أن الماريجوانا لا تقلل من قدرة الشخص على القيام بالمهام أو اتخاذ القرارات، حيث أن متعاطي الماريجوانا كانوا قادرين على بذل نفس القدر من الجهد العقلي كما لو كانوا في حالة صاحية. هذا الاكتشاف يدحض فكرة أن تعاطي الماريجوانا يؤثر على الإنتاجية أو يجعل الشخص غير مبالٍ.
الخرافة المتعلقة بـ"صداع الحشيش"
هناك خرافة أخرى تتعلق بما يسمى "صداع الحشيش"، وهي الاعتقاد بأن الشخص الذي يتعاطى الماريجوانا سيشعر بتأثيرات سلبية في اليوم التالي، مثل الخمول أو التشويش الذهني. إلا أن الدراسة وجدت أن تأثير الماريجوانا يكون مؤقتا ولا يترك أثرا طويل الأمد على الصحة النفسية أو العقلية للمستخدمين بعد انتهاء تأثير المخدر.
وأكدت الدراسة أن معظم متعاطي الماريجوانا أفادوا بأنهم يشعرون بمشاعر إيجابية مثل البهجة، الإلهام، وحتى الامتنان أثناء تأثير الماريجوانا، مما يعكس أن التأثيرات السلبية المزعومة مبالغ فيها بشكل كبير.
تأتي هذه الدراسة لتبطل العديد من الأساطير التي طالما تم الترويج لها حول تأثير الماريجوانا على الحافز والإنتاجية. في حين أن بعض الأشخاص قد يمرون بلحظات من الاسترخاء أو التأمل أثناء تعاطي الماريجوانا، إلا أن هذا لا يعني أن المخدر يؤثر سلبا على قدرتهم على العمل أو الحافز للإنجاز.
النتائج تشير إلى أن الصورة النمطية عن مستخدمي الماريجوانا، الذين يُعتبرون كسالى وغير منتجين، غير دقيقة وقد تكون مبنية على معلومات خاطئة. بدلاً من ذلك، تظهر الدراسة أن تأثير الماريجوانا على الحافز والإنتاجية يعتمد بشكل كبير على الفرد، وأنه ليس هناك تأثير موحد ينطبق على جميع المستخدمين.