العثور على بقايا مشعة من اختبارات القنابل النووية أجريت منذ عقود في العسل

منوعات

العثور على بقايا مشعة من اختبارات القنابل النووية أجريت منذ عقود في العسل

25 نيسان 2021 22:47

أجرت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من التجارب النووية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.

وفي الآونة الأخيرة، تم اكتشاف أن بقايا تلك الاختبارات يمكن أن تبقى في العسل الأمريكية لعقود.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، أجرت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأخرى بما في ذلك الصين والاتحاد السوفيتي السابق، مئات التجارب النووية فوق الأرض.

وأطلقت هذه القنابل النووية عنصراً كيميائياً مشعاً يدعى السيزيوم في الغلاف الجوي، ثم نشرت الرياح هذا العنصر حول العالم وتساقط على الأرض على شكل جزيئات مجهرة من السماء.

وبسبب الرياح الإقليمية وأنماط هطول الأمطار، لم يكن الانتشار موحدا في جميع أنحاء العالم أو على نفس المستوى.

وعلى سبيل المثال، تلوث الساحل الشرقي للولايات المتحدة أكثر بكثير من بعض الأماكن الأخرى، وذلك وفقاً لدراسة جديدة نشرت مؤخراً في مجلة Nature العلمية المرموقة.

خلال الدراسة الجديدة، طلب جيمس كاستي الجيولوجي في كلية ويليام وماري في ويليامزبرج بفيرجينيا، من طلابه الجامعيين تقييم الأطعمة المحلية من وجهات عطلة الربيع باستخدام اختبار مقياس الإشعاع.

وعاد أحد الطلاب حاملاً عسل النحل من رالي بولاية نورث كارولينا، حيث دهش كاستي أنه كان يحتوي على السيزيوم بمستويات أعلى بمئة مرة من باقي العينات.

الجدير بالذكر أن عنصر السيزيوم المشع قابل للذوبان في الماء، وأن النباتات تخطئ بينه وبين البوتاسيوم لأنه يحتوي على خصائص كيميائية مماثلة.

وبدأ كاتسي وطلابه مشروعهم من أجل معرفة ما إذا كانت النباتات لا تزال تستقبل هذا الملوث النووي أم لا.

وبعد العثور على السيزيوم في العسل، جمعوا 122 عينة من العسل الخام المنتج محليا من أجزاء مختلفة من شرق الولايات المتحدة الأمريكية وأخضعوها للاختبار بحثا عن العنصر المشع.

وقال دانيال ريختر، عالم التربة في جامعة ديوك الذي لم يشارك في الدراسة: "إن ما توصلوا إليه أمر لا يصدق حقاً. فقد أظهرت هذه الدراسة أن التداعيات النووية لا تزال موجودة وتتنكر على أنها عنصر غذائي رئيسي في الارض".

وبحسب ما ورد، فقد أظهرت النتائج وجود إشعاع في 68 عينة، بمستويات أعلى من 0.03 بيكريل لكل كيلوغرام، أو حوالي 870.000 ذرة مشعة في كل ملعقة طعام، وكان لدى عينة فلوريدا أعلى مستويات النشاط الإشعاعي التي تم تسجيلها عند 19.1 بيكريل لكل كيلوغرام.

بالإضافة إلى ذلك، تشير النتائج إلى أنه حتى بعد خمسة عقود، لا تزال البقايا المشعة تتنقل بين النباتات والحيوانات على بعد آلاف الأميال من أقرب موقع اختبار نووي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومع ذلك، لا يعتقد الباحثون أن مثل هذه المستويات من العناصر المشعة تشكل خطرا كبيرا على حياة الإنسان. ونقلت الدراسة عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قولها أن مستويات الإشعاع التي تم اكتشافها في الدراسة الجديدة أقل بكثير من 1200 بيكريل لكل كيلوغرام، وهو الحد الأقصى لسلامة الغذاء.

يقول كاستي: "أنا لا أحاول أن أخبر الناس أنه لا ينبغي أن يأكلوا العسل، فأنا أطعم أطفالي العسل يوميا، وأنا بنفسي أتناول عسلا الآن أكثر مما كنت أتناوله عندما بدأت هذا المشروع".

كما وأشار كاستي إلى أنه من المحتمل أن العسل في الماضي كان يحتوي على المزيد من الإشعاع، لأن العنصر المشع يتحلل بمرور الوقت ببطء، وقال: "ما نراه اليوم هو جزء صغير من الإشعاع الذي كان موجودا خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولا يمكننا أن نقول على وجه اليقين ما إذا كان للسيزيوم أي علاقة بانهيار مستعمرات النحل أو انخفاض عددها".

المصدر: صحيفة ذا إيبوخ تايمز