التحديق في شاشة الهاتف الذكي لا يؤذي عينيك فحسب، بل يبقيك مستيقظًا طوال الليل، ولكن هل يمكن أن تكون تلك الشاشات الرقمية ذات الضوء الأزرق المزعج مشكلة حقيقية لصحة الإنسان أم أنها قد تساعده على النوم بشكل أفضل؟
على الرغم من أن هذه الميزة من المفترض أن تساعد المستخدمين على النوم بشكل أفضل، فقد وجدت دراسة جديدة أن الأمر ليس كذلك، حيث قال باحثين من جامعة بريغهام يونغ أن جودة النوم بين مستخدمي الهواتف الذكية لا تختلف مع أو بدون النمط الليلي ذو الضوء الأزرق.
أضرار الضوء الأزرق في الهواتف الذكية
بالإضافة إلى ذلك، أشارت بعض الدراسات السابقة إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الرقمية يعطل مستويات الميلاتونين ودورات النوم.
ولمعالجة هذا الأمر، قدمت شركة آبل وضعية النوم أو نمط الاستخدام الليلي لنظام تشغيل هواتف أيفون الخاصة بها، والذي عرف باسم Apple Night Shift لأول مرة عام 2016.
ويقوم هذا النمط بضبط ألوان شاشة هاتف المستخدم لعرض درجات أكثر دفئا بعد غروب الشمس.
كما وطورت الهواتف العاملة بنظام تشغيل أندرويد أيضا أوضاع الليل الخاصة بها بسرعة لمعالجة الشكاوى المتعلقة بضوء الهاتف الذكي الذي يؤثر على جودة النوم.
ومع ذلك، فإن الادعاءات بأن تلك الأوضاع الليلية تحسن النوم لم تقدم سوى أدلة نظرية فقط.
ولكن بعد وضع هذه الادعاءات على المحك، قارن الباحثون نتائج النوم بين ثلاث مجموعات مختلفة من الناس، حيث استخدمت أول مجموعتين هواتفهم في الليل مع تنشيط الوضع الليلي أو بدونه، بينما لم تستخدم المجموعة الثالثة الهاتف الذكي قبل النوم على الإطلاق.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور تشاد جنسن: "في العينة بأكملها، لم تكن هناك اختلافات بين المجموعات الثلاث ، مما يدل أن استخدام النمط الليلي للهواتف الذكية ليس أفضل من استخدام هاتفك بدونه ليلا ، أو حتى عدم استخدام هاتف على الإطلاق".
وبشكل عام، تظهر النتائج عدم وجود اختلافات بين المجموعات، حتى تلك التي لم تستخدم الهاتف قبل النوم.
ومع ذلك، قام الفريق بعد ذلك بتقسيم المجموعات إلى فئتين مختلفتين، أحدها ينام حوالي سبع ساعات كل ليلة وينام الآخرين أقل من ست ساعات.
وتوصلوا في نهاية المطاف أن أولئك الذين ينامون ما يصل إلى الثماني ساعات الموصى بها في الليلة أظهروا بعض الاختلافات في جودة النوم بناء على استخدامهم للهاتف، بينما شهد المشاركون الذين لم يستخدموا الهاتف قبل النوم جودة نوم أفضل من المجموعتين اللتين استخدمتا الهواتف الذكية.
ومع ذلك، في المجموعة التي نامت لمدة ست ساعات، تظهر النتائج عدم وجود فروق بين المستخدمين الذين لا يستخدمون الهاتف، أو أولئك الذين يستخدمون النظام الليلي، أو أولئك الذين يستخدمون الهاتف بدون هذه الميزة.
المصدر: موقع Study Finds