العقاقير المخدرة التي لا تسبب الهلوسة تعالج الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة

علوم

العقاقير المخدرة التي لا تسبب الهلوسة تعالج الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة

29 نيسان 2021 13:49

 تسبب العقاقير المخدرة عادة دخول مستخدميها في هلوسات تغير تصورهم للواقع، وفي حين أن هذه المواد تبشر بالخير في علاج الأمراض العقلية، فإن آثارها الجانبية تجعل استخدامها مشكوكا فيه من الناحية القانونية والطبية

والآن، حدد باحثون من جامعة كاليفورنيا ديفيس عقارا يشبه المخدر، والذي لن يسبب الهلوسة مثل المخدرات الأخرى، مما يفتح إمكانية استخدام هذا العقار المخدر كعلاج للاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

ووفقاً لمؤلفي الدراسة، يطلق العلماء على العقار اسم AAZ-A-154، ولديه القدرة على إصلاح المسارات الكيميائية في الدماغ.

ويقول المؤلف المشارك والكيميائي الدكتور ديفيد أولسون: "إحدى المشكلات المتعلقة بالعقاقير المخدرة هي أنها تتطلب توجيهاً وإشرافاً دقيقاً من قبل خبير طبي، ولكن هذا العقار المخدر الذي لا يسبب الهلوسة يمكن أن يؤخذ في المنزل".

أظهرت التجارب التي أجريت باستخدام مستشعر الفلورسنت المسمى PsychLight أن هذا العقار المخدر ينشط الجين الذي يصنع السيروتونين، المعروف باسم هرمون بالسعادة في الجسم.

كما وتعمل مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعاً، مثل عقار Prozac، أيضا عن طريق تحفيز مستقبل هرمون السيروتونين 2A.

والجدير بالذكر أن العقاقير التي تثبط امتصاص السيروتونين استخدمت منذ فترة طويلة لعلاج الاكتئاب، لكننا لا نعرف الكثير عن آلية عملها، حيث كانت مثل الصندوق الأسود، وأضاف البروفيسور لين تيان قائلاً: " يسمح لنا هذا المستشعر بتصوير ديناميكيات عمل وامتصاص هرمون السيروتونين مباشرة عندما تتعلم الحيوانات أو تتعرض للتوتر، وتصور التفاعل بين العقار المخدر والمستقبل في الوقت الفعلي".

بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة Cell، أنه لا يوجد تأثير مهلوس لعقار AAZ-A-154، لذلك، فإن المرضى الذين يتناولونه لن يمروا بتجربة سلبية تتمثل في الإدمان أو أعراض الانسحاب من تعاطي المخدرات.

وقال الدكتور أولسون أن مختبره يركز على مستقبلات السيروتونين 2A، مضيفاً أنه هدف لكل من الأدوية المخدرة والأدوية المضادة للذهان.

كما ويعتقد الخبراء أن إحدى مزايا الأدوية المخدرة أنها تعزز اللدونة العصبية، وهي عملية تسمح للدماغ بإعادة توصيل نفسه، وهي تفتح الباب أمام إنتاج عقار يعمل بجرعة واحدة أو باستخدام محدود، بدلاً من أخذ جرعات طبية إلى أجل غير مسمى.

ومع ذلك، فإن اضطرار المرضى للخضوع لتجربة أعراض الانسحاب أو الإدمان يثير مخاوف أخلاقية وصحية، حيث ينتمي جزيء السيروتونين A2 إلى فئة من الجينات تسمى GPCRs (مستقبلات البروتين G).

بالإضافة إلى ذلك، يوضح البروفيسور تيان أن أكثر من ثلث الأدوية المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تستهدف مستقبلات GPCRs، لذلك فإن تقنية الاستشعار هذه لها آثار واسعة على تطوير الأدوية، مضيفاً: "لقد سمحت لنا آليات التتبع والاستشعار الخاصة لمبادرة BRAIN من المعاهد الوطنية للصحة باتخاذ نهج محفوف بالمخاطر وجذري لتطوير هذه التكنولوجيا، والتي يمكن أن تفتح الباب لاكتشاف أدوية أفضل بدون آثار جانبية ودراسة الإشارات الكيميائية العصبية في الدماغ".

المصدر: موقع Study Finds