مع اقتراب موسم العطلات المدرسية، يشعر العديد من الآباء بالقلق من أن أطفالهم قد ينغمسون في عادات سيئة خلال الصيف، بدون وجود المدرسة للتأكد من حصول الأطفال على نشاطهم البدني اليومي ووجباتهم الغذائية المتوازنة، تصبح مهمة الأمهات والآباء العاملين للحفاظ على صحة أطفالهم أكثر صعوبة.
وفي حين أنه لن يكون لدى كل عائلة وقت كافي لممارسة تمارين إضافية، وجدت دراسة جديدة أن هناك طرقا أخرى للحفاظ على لياقة الأطفال وصحتهم، حيث يقول باحثون من جامعة جنوب أستراليا أن الأطفال يمكنهم في الواقع مقايضة النشاط البدني بالنوم وفقدان الوزن!
فوائد كثرة النوم للأطفال
واكتشف مؤلفو الدراسة أن الأطفال يمكنهم تحقيق انخفاض في مؤشر كتلة الجسم إما عن طريق التمرين الإضافي أو النوم الإضافي، وجاءت النتائج المدهشة من دراسة حول كيف يمكن للأطفال الحفاظ على صحة بدنية وعقلية جيدة من خلال "مقايضات النشاط" المختلفة خلال فترة 24 ساعة.
وخلال الدراسة، قام الباحثون بالاشتراك مع معهد مردوخ لأبحاث الأطفال، بفحص مقدار التمارين والنوم والوقت الذي يقضيه الطفل في الجلوس خلال اليوم، وقام الباحثين بتقسيم تأثير هذه الأنشطة الثلاثة على أساس دقيقة بدقيقة بين 1179 طفلا تتراوح أعمارهم بين 11 و12عام.
• لا تزال التمارين هي أفضل طريقة للحفاظ على لياقتك البدنية:
أظهرت النتائج أن التمارين البدنية المعتدلة إلى الشديدة مفيدة للصحة بمقدار مرتين إلى ست مرات أكثر من النوم أو السلوك المستقر.
وبشكل عام، تساهم التمارين الرياضية في انخفاض مؤشر كتلة الجسم بنسبة 7.4٪ بين الأطفال.
وعلى الرغم من هذه الأرقام، اكتشف مؤلفو الدراسة أيضا أن الأطفال يمكنهم تحقيق نفس الفوائد بالضبط من خلال النوم أكثر والجلوس أقل، فلتقليل مؤشر كتلة الجسم وتحسين الصحة البدنية العامة، يقول الباحثون أن الأطفال يمكنهم:
- ممارسة التمارين متوسطة إلى شديدة الشدة لمدة 17 دقيقة إضافية يوميا.
- النوم لمدة 52 دقيقة إضافية كل ليلة.
- التقليل من وقت الجلوس بما يصل إلى 56 دقيقة في اليوم.
ولتحسين الصحة العقلية، وجد الفريق أن الأطفال سيحتاجون إلى ممارسة الرياضة لمدة 35 دقيقة إضافية، والنوم لمدة 68 دقيقة إضافية، أو قضاء 54 دقيقة أقل في الجلوس يومياً.
فوائد كثرة النوم للأطفال
تجدر الإشارة إلى أن هذه البيانات المتعلقة بالأطفال تأتي من دراسة نقطة فحص صحة الطفل المقطعية، حيث قام الباحثون بقياس الصحة البدنية لكل مشارك من خلال فحص مؤشر كتلة الجسم وحجم الخصر ومستويات الدهون في الجسم.
أما بالنسبة للصحة العقلية للأطفال، فقد نظر مؤلفو الدراسة في استجابات كل طفل خلال مسح استهدف دراسة مدى جودة حياة الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، يقول الباحث الرئيسي الدكتور دوت دومويد أن العائلات لديها الكثير من أنواع الأطعمة التي تقدمها لأطفالها يومياً، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال هناك طرق لمنع الأطفال من الإصابة بالسمنة أو المعاناة العقلية دون إعادة ترتيب جداولهم وروتينهم اليومي.
وأضاف الدكتور دومويد: "تشير الإرشادات الدولية إلى أن الأطفال يحتاجون إلى نوم 9-11 ساعة، وممارسة 60 دقيقة من التمارين البدنية، وما لا يزيد عن ساعتين من وقت الشاشات الترفيهي يومياً، ومع ذلك فإن 7% فقط من الأطفال يحققون هذه الأهداف بانتظام. ومع وجود العديد من الأولويات والالتزامات المتنافسة، من المفيد معرفة الأنشطة التي تحقق أكبر فائدة لهم".
وأكمل: "بالنسبة للعائلات التي لا يتوفر لها سوى القليل من الوقت، يمكن أن تكون الزيادات الطفيفة في التمارين المتوسطة إلى الشديدة خياراً لتحسين صحة الأطفال ورفاههم، ويمكن أن تقدم ليلة جيدة من النوم والذهاب إلى السرير مبكراً نفس الفوائد الصحية بنفس القدر الذي توفره التمارين الرياضية. والأهم من ذلك هو أن المرونة التي توفرها هذه النتائج هي التي تجعلها ذات قيمة كبيرة، كما ويعد استكشاف المفاضلات بين أنشطة الأطفال طريقة واعدة للعائلات لاتخاذ خيارات صحية تناسب جدول الأسرة المعتاد".
المصدر: موقع Study Finds