فوائد حمية البحر الأبيض المتوسط للحماية من الشيخوخة المبكرة للدماغ والإصابة بالخرف

والآن، كشفت دراسة جديدة عن صحة الدماغ أن الأشخاص الذين يلتزمون بحمية البحر الأبيض المتوسط الغذائية يمكن أن يحموا أنفسهم من الإصابة الخرف.

Mediterranean diet

ووجد الباحثون في ألمانيا أن هذا النظام الغذائي الغني بالأسماك والخضروات وزيت الزيتون يعزز الشيخوخة الصحية للدماغ، ويمنع تراكم البروتينات الضارة فيه، وهي أحد الأسباب الرئيسية لمرض الزهايمر، الشكل الأكثر شيوعاً للخرف.

من ناحية أخرى، يقول العلماء أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء والسكر والأطعمة المقلية والغنية بالدهون يؤدي إلى تقدم العمر "لعدة سنوات"، وتوصل الباحثين إلى هذه النتائج بعد مراجعة ما يأكله المشاركون في الدراسة وقدراتهم المعرفية.

وعلى وجه التحديد، نظر الباحثون في بروتينات غير طبيعية تسمى أميلويد وتاو، وهي بروتينات يمكن أن تتجمع معاً لتشكيل لويحات ضارة في الدماغ.

وفي غضون ذلك، يمكن أن تبدأ هذه البروتينات في الانثناء بشكل غير طبيعي وتشكل تشابكاً يعطل نشاط الدماغ، وكلتا هتين المشكلتين من الأعراض النموذجية للمرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر.

• ماذا يجب أن يأكل الناس أيضاً؟

إلى جانب الأسماك والخضار، يشتمل نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي على كمية كبيرة من البقوليات والفواكه والحبوب والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة (مثل زيت الزيتون).

وعادة ما يحد الأشخاص الذين يلتزمون بهذا النظام الغذائي من استهلاكهم للأحماض الدهنية المشبعة ومنتجات الألبان واللحوم.

خلال الدراسة، أجرى الباحثون مسحاً للدماغ لأكثر من 500 مشارك، وطلبوا منهم إعادة سرد عدد المرات التي تناولوا فيها الأطعمة من قائمة تضم 148 عنصرا خلال الشهر الماضي. ثم جمع الباحثين النتائج لمعرفة مدى قرب كل شخص من اتباع نظام غذائي متوسطي على مقياس من صفر إلى تسعة درجات.

وبحسب ما قاله الباحثين، غالباً ما كان الأشخاص الذين سجلوا علامات كاملة يأكلون أطعمة صحية مثل الخضروات والفواكه والأسماك، ويأكلون أطعمة مثل اللحوم الحمراء بشكل قليل أو نادر.

ويقول توماسو بالاريني، مدير المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تشير دراستنا إلى أن تناول نظام غذائي غني بالدهون غير المشبعة والأسماك والفواكه والخضروات والقليل في منتجات الألبان واللحوم الحمراء قد يحمي عقلك بالفعل من تراكم البروتين الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الذاكرة و الخرف".

والجدير بالذكر أن هذه الدراسة قد اشتملت على 169 فرداً يتمتعون بصحة معرفية جيدة، و343 شخصاً تم تحديدهم على أنهم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر من غيرهم. وعند النظر إلى مستويات بوتيني الأميلويد والتاو في السائل النخاعي لكل شخص، كان أولئك الذين لم يتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط عن كثب لديهم مستويات أعلى من المؤشرات الحيوية مقارنة بأولئك الذين فعلوا ذلك.

وفي اختبارات الذاكرة، سجل الأشخاص الذين لم يتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط عن كثب نتائج أسوأ من أولئك الذين فعلوا ذلك.