أخبار

صحيفة أجنبية تعتبر صمت دول التطبيع عن العنف الإسرائيلي على غزة يضعها بمواجهة سكانها

19 أيار 2021 11:41

على وقع الضربات الإسرائيلية العنيفة التي تستهدف قطاع غزة بدون أي حدود أو معايير، وسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى، تعبر دول العالم عن مواقفها تجاه ما يحصل بالتنديد والشجب لهذه الاعتداءات الإسرائيلية، ولو من منطق إنساني، هذا المنطق الذي لا ينطبق على دول المنطقة فالجرح واحد والشعب واحد ولطالما تم اعتبار فلسطين قضية العرب الأولى، في وقت شهدت فيه المنطقة في الفترة الماضية العديد من اتفاقات التطبيع الثنائية مع إسرائيل.

وأشار موقع عربي21، إلى تقرير نشرته صحيفة الغارديان لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، أوضح فيه أن دول التطبيع، البحرين والإمارات والمغرب والسودان، رفضت شجب ما يجري في الأراضي المحتلة، معتبراً أن هذا الأمر سيضعها في مواجه مع سكانها.

ولفت إلى أنه في الوقت الذي تقترب فيه إسرائيل وحماس من حرب شاملة، وعلى عكس المواجهات السابقة بينهما تغيب الوحدة الإقليمية لأول مرة حول من يجب توجيه اللوم عليه وما يجب فعله لوقف القتال.

ففي الوقت الذي اتهمت فيه دول مسلمة مثل إيران وتركيا إسرائيل بالتحريض على العنف في الأقصى وارتكاب جرائم في غزة، عبرت الدول الأخرى التي شجبت في الماضي إسرائيل عن حالة ضبط للنفس أو الصمت، وكان الصمت النسبي بقيادة الدول التي وقعت اتفاقيات دبلوماسية برعاية دونالد ترامب والتي تعتبر حاملة راية اتفاقيات إبراهيم اليوم.

ووجدت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب نفسها في وضع اضطرها لموازنة علاقاتها الجديدة مع إسرائيل ضد مواطنيها الذين عبروا وبشكل واضح عن شجب العنف الإسرائيلي، وإن الرد المتباين على الجولة الأخيرة من الحرب أربك وضع القوى الإقليمية مع مواطنيها.

وبحسب التقرير فقد عبر رئيس مجلس التفاهم العربي-البريطاني كريس دويل عن دهشته من الموقف المنكر لهذه الدول وخاصة الإمارات بعد تفوههم ولو بكلمة نقد حول ما يجري في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبراً أنها رسالة إماراتية بعدم التزحزح عن التحالف مع إسرائيل لأهميتها في خطط المستقبل في مواجهة إيران وتركيا وجماعات الإخوان المسلمين، مؤكداً وجود الكثير من المساحات لإصدار بيانات الدعم للفلسطينيين بعيداً عن دعم حماس لمن يريد لكنهم لم يفعلوا.

وذكر التقرير ظهور هاشتاغ تحت وسم "فلسطين ليست قضيتي"، بدعم من الدولة على ما يبدو، تم تداوله في الإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت، إلا أنه لم يؤثر على حالة الدعم الكبير في المنطقة للفلسطينيين على حسابات تويتر بشجب مشاهد العنف في غزة والقدس الشرقية والقيادة الإسرائيلية.

ونقل التقرير عن الباحث في مركز كارنيغي الشرق الأوسط مهند حاج علي تساؤله عن طريقة نظر وتعامل سكان المنطقة مع الدول المطبعة في ظل اتخاذها مواقف تعاكس موقف الرأي العام، ومحاولة اتباع سياسات مختلفة عن الماضي وتتماهى مع سياسة إسرائيل في المنطقة، مما سيترك أثره على إسرائيل وحلفائها العرب ويشوه سمعتها، الأمر الذي يشعر الأنظمة بالتوتر من الرأي العام متمنية انتهاء مشاهد القصف على غزة عاجلا وليس آجلاً.

وبين التقرير إن المتابعة الإعلامية للنزاع غير موجودة تقريبا في الصحافة الإماراتية وصامتة في البحرين والسعودية التي لم توقع اتفاقية بعد مع إسرائيل ولكنها ألمحت لإمكانية عمل هذا.

وبحسب التقرير فقد قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بزيارة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في نيوم بداية العام الحالي، مشيرة إلى قوة العلاقات بين السعودية وإسرائيل رغم عدم وجود تطبيع، لافتة إلى موقف المملكة الداعي لحل الدولتين بناء على المبادرة السعودية للسلام، دون تبن لغة صدامية، مع إمكانية وجود تباين بوجهات النظر بين ولي العهد والملك سلمان.

المصدر: عربي 21