مركز ذاكرة الدماغ يبقى نشطا بين مرضى فقدان الذاكرة في مرحلة الطفولة

علوم

فقدان الذاكرة في مرحلة الطفولة.. مركز ذاكرة الدماغ يبقى نشطا بين مرضى

22 أيار 2021 13:10

إحدى السمات المشتركة بين جميع البشر هي أنهم لا يتذكرون أشياء معينة حدثت قبل سن 3 أو 4 سنوات، وأرجع العديد من العلماء ما يسمى بفقدان الذاكرة في مرحلة الطفولة هذه إلى نقص النمو في منطقة قرن آمون الدماغية الموجودة في الفص الصدغي، وهو أمر حاسم لتشفير الذاكرة.

ومع ذلك، أظهرت دراسة جديدة لتصوير الدماغ أجراها علماء جامعة ييل أن الأطفال الرضع الذين لا تزيد أعمارهم عن ثلاثة أشهر يقومون بالفعل بالاعتماد على منطقة الحصين للتعرف على الأنماط وتعلمها، ونشرت نتائج الدراسة يوم أمس الموافق 21 مايو في مجلة Current Biology العلمية المرموقة.

وقال نيك تورك، أستاذ علم النفس بجامعة ييل وكبير مؤلفي الدراسة: "إن أحد الألغاز الأساسية حول الطبيعة البشرية هو أننا لا نتذكر شيئاً تقريباً في الفترة الواقعة ما بين الولادة ومرحلة الطفولة المبكرة، ومع ذلك نتعلم الكثير من المعلومات المهمة خلال ذلك الوقت، مثل لغتنا الأولى وكيفية المشي والأشياء والأطعمة والروابط الاجتماعية".

أما بالنسبة للدراسة الجديدة، استخدم فريق جامعة ييل تقنية جديدة للتصوير بالرنين المغناطيسي (fMRI) لالتقاط النشاط في منطقة الحصين لدى 17 طفل تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر وسنتين خلال عرض مجموعتين من الصور على الشاشة أمامهم.

وظهرت مجموعة واحدة من الصور كتسلسل منظم يحتوي على أنماط مخفية يمكن تعلمها، بينما ظهرت مجموعة أخرى من الصور بترتيب عشوائي لا يتيح أي فرصة للتعلم.

وبعد عرض هاتين المجموعتين من الصور على الأطفال عدة مرات، استجاب الحصين بشدة لمجموعة الصور المنظمة أكثر من مجموعة الصور العشوائية.

كما وقال تورك أن ما قد يحدث هو أنه عندما يكتسب الطفل خبرة من محيطه، فإن دماغه يبحث عن أنماط عامة تساعده على فهم البيئة المحيطة والتنبؤ بها، وأن ذلك يحدث على الرغم من أن الدماغ غير مجهز لتخزين كل تجربة فردية بشكل دائم حول لحظة معينة بشكل محدد فيما يتعلق بالمكان والزمان، وهي السمة المميزة للذاكرة العرضية التي تضيع أيضا في فقدان الذاكرة لدى البالغين.

والجدير بالذكر أن هذه الاستراتيجية تعتبر منطقية لأن تعلم المعرفة العامة مثل أنماط الأصوات التي تتكون منها الكلمات في لغة ما قد يكون أكثر أهمية للطفل من تذكر تفاصيل معينة، مثل حادثة واحدة قام فيها بنطق كلمة معينة.

وقال تورك أن حجم الحُصين يتضاعف في العامين الأولين من العمر، ويقوم في نهاية المطاف بتطوير روابط ضرورية لتخزين الذكريات العرضية، مضيفاً: "مع حدوث هذه التغييرات، نحصل في النهاية على القدرة على تخزين الذكريات. لكن دراستنا هذه تظهر أنه حتى لو لم نتمكن من تذكر تجارب الأطفال في وقت لاحق من الحياة، يتم تسجيلها على الرغم من ذلك بطريقة تسمح لنا بالتعلم منها".

المصدر: مجلة Medical Xpress