هيئة الإذاعة البريطانية تنشر تقريرا تفصيليا عن المساعدات الأمريكية لإسرائيل

وتساءلت الهيئة في تقريرها، عن المساعدات التي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة وكيف تستخدمه؟ وما مقدار المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة لها؟

وأضافت BBC، بأنه في عام 2020، قدمت الولايات المتحدة 3.8 مليار دولار كمساعدة لإسرائيل، والذي جاء كجزء من التزام سنوي طويل الأجل تم التعهد به لإسرائيل في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

ووفقا لخدمة أبحاث الكونغرس (CRS)، كانت جميع المساعدات التي قدمت خلال العام الماضي مخصصة للمساعدة العسكرية تقريبا، حيث أن الاتفاق الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2016، من المقرر أن يستمر حتى عام 2028، مما يعني أن إسرائيل ستحصل على مبلغ إجمالي يبلغ حوالي 38 مليار دولار كمساعدات عسكرية من الولايات المتحدة.

وذكرت الهيئة، بأن الصفقة التي وقعها أوباما تزيد عن الصفقة التي أبرمها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش مع إسرائيل، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 30 مليار دولار على مدى عقد من الزمان.

علاوة على ذلك، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الماضي 5 ملايين دولار لإعادة توطين المستوطنين اليهود في إسرائيل التي لديها سياسة طويلة الأمد لقبول اليهود من أجزاء أخرى من العالم كمواطنين للعيش فيها.

• كيف استخدمت إسرائيل أموال الولايات المتحدة؟

أوضحت BBC، بأنه على مر السنين، ساعدت المساعدات الأمريكية إسرائيل على تطوير واحدة من أكثر الجيوش تقدما في العالم، حيث سمحت الأموال لها بشراء معدات عسكرية متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى حول العالم.

فعلى سبيل المثال، اشترت إسرائيل 50 طائرة مقاتلة من طراز F-35، والتي يمكن استخدامها في الهجمات الصاروخية، وقد استلمت 27 طائرة منها حتى الآن، بتكلفة وصلت إلى 100 مليون دولار لكل منها.

وفي العام الماضي، اشترت إسرائيل أيضا ثماني طائرات من طراز KC-46A Boeing Pegasus مقابل 2.4 مليار دولار، وهي طائرة قادرة على تزويد الطائرات المقاتلة مثل طائرة F-35 بالوقود أثناء طيرانها في الجو.

فمن أصل 3.8 مليار دولار منحت لإسرائيل خلال عام 2020، تم تخصيص 500 مليون دولار للدفاع الصاروخي، بما في ذلك الاستثمارات في القبة الحديدية الإسرائيلية وأنظمة أخرى يمكنها اعتراض الصواريخ القادمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة أو دول المنطقة تجاه إسرائيل.

• كيف يعمل درع القبة الحديدية الإسرائيلي؟

منذ عام 2011، ساهمت الولايات المتحدة الأمريكية بما مجموعه 1.6 مليار دولار في نظام دفاع القبة الحديدية الإسرائيلي، كما وأنفقت إسرائيل ملايين الدولارات للتعاون مع الولايات المتحدة على تطوير التكنولوجيا العسكرية، مثل نظام الكشف عن الأنفاق تحت الأرض، والتي تستخدمها فصائل المقاومة الفلسطينية للتسلل إلى إسرائيل.

وذكرت الهيئة، أن الحكومة الإسرائيلية تستثمر بكثافة في المعدات العسكرية والتدريب، مستخدمة المساعدات الأمريكية للتعويض عن كونها أصغر من العديد من القوى الإقليمية الأخرى في الشرق الأوسط.

• كيف يقارن هذا مع البلدان الأخرى؟

أشارت ال BBC، إلى أنه منذ الحرب العالمية الثانية، كانت إسرائيل أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأمريكية مقارنة بأي دولة أخرى حول العالم، ففي عام 2019، وهو آخر عام تم فيه نشر الاحصائيات والأرقام الكاملة الخاص بالمساعدات الأمريكية، كانت إسرائيل ثاني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية بعد أفغانستان، وذلك وفقا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية UNDP.

بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص الكثير من الأموال الممنوحة لأفغانستان لدعم جهود الجيش الأمريكي لتحقيق الاستقرار في البلاد، التي اجتاحتها الحرب منذ الغزو الأمريكي لها عام 2001، ولكن مع استعداد القوات الأمريكية لمغادرة أفغانستان بحلول شهر سبتمبر المقبل، لم يتم المطالبة سوى بتقديم حوالي 370 مليون دولار لعام 2021 لأفغانستان، مما يعني أن إسرائيل قد تحصل على أكبر قدر من الأموال في الشرق الأوسط إلى حد بعيد.

كما وتجدر الإشارة إلى أن مصر والأردن هما أيضا من كبار الدول التي تتلقى المساعدات الأمريكية في المنطقة، وكلاهما لديه اتفاقات سلام خاصة به مع إسرائيل، بعد أن خاضت حروبا معها عام 1967، حيث تلقى كل منهما حوالي 1.5 مليار دولار من المساعدات الأمريكية في عام 2019.

وفي غضون ذلك، أعاد الرئيس بايدن بعض التمويل المقدر بحوالي 235 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا "، والذي كان قد تم قطعه من قبل إدارة ترامب عام 2018.

• لماذا تقدم الولايات المتحدة الكثير من المساعدة لإسرائيل؟

اعتبرت ال BBC، بأن هناك عدد من الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة تقدم الكثير من المساعدة لإسرائيل، بما في ذلك الالتزامات التاريخية التي تعود إلى الدعم الأمريكي لإنشاء الدولة اليهودية على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

علاوة على ذلك، تنظر الولايات المتحدة إلى إسرائيل على أنها حليف أساسي ومهم لها في الشرق الأوسط، وأنه حليف ذو أهداف مشتركة والتزام متبادل بالقيم الديمقراطية، وقد قالت خدمة أبحاث الكونجرس الأمريكية: " لقد كانت المساعدات الخارجية الأمريكية مكونا رئيسيا في ترسيخ وتقوية العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، ولطالما اعتبر المسؤولون الأمريكيون والعديد من المشرعين إسرائيل شريكا حيويا في المنطقة".

بالإضافة إلى ذلك، تقول وكالة المساعدة الخارجية التابعة للحكومة الأمريكية: " تساعد المساعدات الأمريكية في ضمان احتفاظ إسرائيل بتفوقها العسكري النوعي في مواجهة التهديدات الإقليمية المحتملة، وهي تهدف أيضا إلى ضمان أن تكون إسرائيل آمنة بشكل كافي لاتخاذ الخطوات التاريخية الضرورية للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين ومن أجل سلام إقليمي شامل".

وأشرت ال BBC، إلى أن ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات في المنطقة دائما ما كان حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية لكل من الرؤساء الديمقراطيين والجمهوريين على مدى عقود.

فقد عبر البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي لعام 2020 عن التمسك بـ "الدعم الصارم" لإسرائيل، لكن بعض اليساريين في الحزب يشككون الآن في ضرورة التزام الولايات المتحدة بتقديم تلك المساعدات، حيث تحرك السناتور ساندرز وغيره من الديمقراطيين لمحاولة وقف البيع المزمع للصواريخ الدقيقة الموجهة بقيمة 735 مليون دولار لإسرائيل.