دراسة توضح سبب كون فقدان الذاكرة من الأعراض المبكرة للزهايمر

علوم

مستويات الأكسجين في الدم تفسر سبب كون فقدان الذاكرة من الأعراض المبكرة للزهايمر

29 أيار 2021 13:48

سجل علماء من جامعة ساسكس بالمملكة المتحدة لأول مرة على الإطلاق مستويات الأكسجين في الدم في منطقة الحصين الدماغية، وقدموا بذلك دليلاً تجريباً على سبب تعرض المنطقة، التي يشار إليها عموما باسم "مركز ذاكرة الدماغ"، للتلف والتنكس، والذي يعتبر أحد الأعراض المبكرة للإصابة بمرض الزهايمر.

لفهم سبب حساسية هذه المنطقة، قام باحثو جامعة ساسكس، برئاسة الدكتورة كاثرين هول من كلية علم النفس وعلوم الأعصاب بالجامعة، بدراسة نشاط الدماغ وتدفق الدم في منطقة الحصين لدى الفئران، ثم استخدموا عمليات المحاكاة للتنبؤ بأن كمية الأكسجين التي يتم توفيرها للخلايا العصبية في الحصين البعيدة عن الأوعية الدموية كافية للخلايا لمواصلة العمل بشكل طبيعي فقط.

فقدان الذاكرة من الأعراض المبكرة للزهايمر

وقالت الدكتورة هول: "هذه النتائج تعتبر خطوة مهمة في البحث عن تدابير وقائية وعلاجات لمرض الزهايمر، لأنها تشير إلى أن زيادة تدفق الدم في منطقة الحصين قد تكون فعالة حقا في منع حدوث مشاكل في الذاكرة. وإذا ما كان صحيحا أن زيادة تدفق الدم في الحُصين أمر مهم في حماية الدماغ من أمراض مثل الزهايمر، فسوف يؤدي ذلك إلى دعم الآراء التي تؤكد على أهمية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي منخفض الكوليسترول للحفاظ على صحة الدماغ على المدى الطويل".

وأضافت: "نعتقد أن الحصين يقع في نقطة تحول رئيسية، وأن ما يحصل هناك هو أمر جيد وطبيعي، ولكن عندما يحدث أي شيء آخر يقلل من تدفق الدم في الدماغ، تنخفض مستويات الأكسجين في الحصين إلى مستويات تجعل الخلايا العصبية تتوقف عن العمل. كما أننا نعتقد أن هذا هو السبب المحتمل بأن تكون أول أعراض الإصابة بمرض الزهايمر هي حدوث مشاكل في الذاكرة، وذلك لأن الانخفاض المبكر في تدفق الدم يوقف الحصين عن العمل بشكل كبير".

وأكملت الدكتورة هول: "إن العوامل التي تعرضك لخطر الإصابة بنوبة قلبية تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالخرف أيضا. وذلك لأن أدمغتنا تحتاج إلى ما يكفي من تدفق الدم لتوفير الطاقة اللازمة لتمكين خلايا الدماغ من العمل بشكل صحيح، ولأن تدفق الدم يمكن أن يزيل الفضلات مثل بروتينات بيتا أميلويد التي تتراكم وتزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. إننا نريد الآن اكتشاف ما إذا كان انخفاض تدفق الدم ومستويات الأكسجين في الحصين هما السببان في بدء تراكم أميلويد بيتا في الدماغ، وسيكون فهم أسباب الضرر المبكر مهما حقا لمساعدتنا على تعلم كيفية علاج المرض أو الوقاية منه".

في حين قالت الدكتورة كيرا شو، باحثة علم النفس بجامعة ساسكس والمؤلفة المشاركة في الدراسة: " لقد وجدنا أن تدفق الدم ومستويات الأكسجين في الحصين كانت أقل من تلك الموجودة في القشرة البصرية الدماغية. فعندما تكون الخلايا العصبية نشطة، يكون هناك زيادة كبيرة في تدفق الدم ومستويات الأكسجين في القشرة البصرية، وهذا يوفر الطاقة للخلايا العصبية الجائعة هناك. ولكن عندما يتعلق الأمر بالحصين، فقد كانت هذه الاستجابات أقل بكثير".

بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثين أن الأوعية الدموية الموجودة في الحصين تحتوي على عدد أقل من نسخ mRNA لصنع البروتينات التي تساهم في زيادة تمدد الأوعية الدموية، كما أن الخلايا التي تساهم في تمدد الأوعية الدموية الصغيرة، والتي تسمى pericytes، كانت ذات شكل مختلف في منطقة الحصين مقارنة بتلك الموجودة في القشرة البصرية.

المصدر: مجلة Medical Xpress