تراجع الرؤية قد ينذر بالخرف قبل 12 عاما من التشخيص

مشاكل الرؤية قد تكشف خطر الإصابة بالخرف قبل سنوات طويلة مشاكل الرؤية قد تكشف خطر الإصابة بالخرف قبل سنوات طويلة

كشفت دراسة علمية حديثة أن بعض التغيرات الطفيفة في الرؤية قد تكون من أولى العلامات التحذيرية للإصابة بالخرف، وتحديدا قبل ظهوره بأكثر من 12 عاما.

الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا ونشرت في دورية JAMA Ophthalmology، تابعت أكثر من 8700 شخص تتجاوز أعمارهم 40 عاما على مدار 15 عاما، ووجدت أن المشاركين الذين أظهروا تراجع في ما يعرف بـالحساسية البصرية كان لديهم تغيرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن الإدراك والمعالجة البصرية، مما يعزز الفرضية القائلة إن العين قد تكون نافذة مبكرة إلى صحة الدماغ. 

ماهي الحساسية البصرية؟

إن الحساسية البصرية مصطلح يعبر عن قدرة العين والدماغ على رصد الفروق الدقيقة في الضوء والتباين والحركة، أي أنها تقيس مدى استجابة الجهاز البصري للمحفزات البصرية الخفيفة أو الدقيقة، حتى لو لم تكن واضحة أو حادة مثل الصور العالية التباين.

وأوضح الباحثون أن الحساسية البصرية تختلف عن حدة البصر التقليدية (مثل القدرة على قراءة الحروف من مسافة)، إذ تركز على قدرة الدماغ والعين معا على معالجة التغيرات الطفيفة في الإضاءة والتفاصيل البصرية. 

بعض مشاكل الرؤية تعد مؤشرا مبكرا للخرفبعض مشاكل الرؤية تعد مؤشرا مبكرا للخرف

وخضع المشاركون لاختبار حساسية بصرية يتطلب الضغط على زر بمجرد رؤية مثلث يتشكل بين نقاط متحركة، ووجد الفريق أن الأشخاص الذين أصيبوا بالخرف لاحقا كانوا أبطأ في رصد المثلث مقارنة بغيرهم.

ويعتقد العلماء أن لويحات الأميلويد السامة المرتبطة بمرض الزهايمر قد تؤثر أولا على مناطق الدماغ المسؤولة عن الرؤية قبل أن تصل إلى مناطق الذاكرة، ولذلك قد تظهر مشاكل في الاختبارات البصرية قبل أن تظهر أي أعراض في اختبارات الذاكرة.

بالإضافة إلى ذلك يعاني مرضى الخرف من ضعف في حساسية التباين (القدرة على رؤية حدود الأشياء) وتمييز الألوان، خاصة في الطيف الأزرق والأخضر، كما لوحظ أن التحكم في حركات العين يتأثر مبكرا، مما يجعل المرضى أكثر عرضة للتشتت بسبب المؤثرات الخارجية وهو ما قد يزيد من حوادث القيادة.

العلاقة بين حركات العين والذاكرة

وأظهرت دراسات سابقة أن تحريك العينين يمينا ويسارا بسرعة قد يحسن الذاكرة، خاصة عند الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى، كما ارتبطت أنشطة مثل مشاهدة التلفزيون والقراءة – التي تتطلب حركات عين سريعة – بانخفاض خطر الخرف ربما بسبب تحفيز الدماغ.

ومع ذلك لا تزال استخدامات حركات العين في التشخيص والعلاج محدودة بسبب ارتفاع تكلفة أجهزة تتبع العين وتعقيد تحليل البيانات، وحتى تصبح هذه التقنيات أكثر انتشارا، يبقى الاعتماد على الفحوصات التقليدية في الكشف المبكر عن الخرف.