أخبار

الإمارات تعرقل الصفقة السعودية في أوبك وسط خلافات إقليمية متعددة

8 تموز 2021 13:41

أفادت صحيفة فاينانشال تايمز، بأن أوبك وشركائها قد تخلوا عن المحاولات لزيادة المعروض من النفط العالمي نتيجة لعرقلة الإمارات العربية المتحدة لصفقة أبرمتها المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم مع روسيا.

كانت هذه أحدث حلقة في صراع المصالح المتزايد بين الحليفين الخليجيين، بين محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات، ونظيره محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد الشاب والحاكم الحقيقي للمملكة العربية السعودية.

واعتبرت الصحيفة، أن التنافس بين هذين الأميرين يهدد الآن مستقبل مجلس التعاون الخليجي، مع تداعيات في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن مجلس التعاون الخليجي، الذي يبلغ من العمر 40 عاماً الآن، قد تشكل بعد الثورة الإيرانية لتشكيل جبهة خليجية مشتركة للتصدي لمحاولات الجمهورية الإسلامية لتصدير أيديولوجيتها الإسلامية الشيعية، وفي عام 2011، دخلت الذراع العسكرية للمجلس بقيادة السعودية، إلى البحرين لإنقاذ النظام الملكي ذي الأقلية السنية من الأغلبية الشيعية واضطراب "الربيع العربي"، وفي عام 2017، حاصر السعوديون والإماراتيون والبحرين، إلى جانب مصر، إمارة قطر الغنية بالغاز بسبب صلاتها بإيران ودعم جماعة الإخوان المسلمين.

وعلى مدى العقدين الماضيين، أنشأت دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً سوق مشتركة للأعضاء الستة، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر وعمان، مع تعريفة خارجية مشتركة عززت التجارة بين دول الخليج، ولكن الزيادة متواضعة إحصائياً مقارنة بتجارة النفط الواسعة التي تدمج دول مجلس التعاون الخليجي على الصعيد العالمي بدلاً من الإقليمي.

وأوضحت الصحيفة بأن الطموحات على غرار الاتحاد الأوروبي، لإنشاء سوق واحدة وحتى عملة مشتركة لم تتمكن من لم شمل دول مجلس التعاون الخليجي، فهذه ليست اقتصادات تكاملية ومن الواضح أنها سوف تتنافس بشكل أكثر شراسة كلما سعوا إلى التنويع بعيداً عن النفط، واشتهر محمد بن سلمان، قبل تلطيخ سمعته بعد قيام فرقة اغتيال سعودية بقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018، بمخططه المتميز لرؤية 2030 لتحويل اقتصاد المملكة وتنحيتها عن النفط، حيث قال وزراء إماراتيون أنهم سينسحبون من الصراعات الإقليمية في ليبيا واليمن للتركيز على التنمية الاقتصادية.

وبحسب الصحيفة، فقد كان السعوديون والإماراتيون على طرفي نقيض تقريباً في هذه النزاعات الإقليمية: فالمملكة قدمت عروضاً كثيرة لتركيا، التي تصاعدت عمليات قواتها ضد الإمارات العربية المتحدة في ليبيا، أما الانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات في اليمن يواجهون الحكومة المدعومة من السعودية، بينما يسيطر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على جزء كبير من الأراضي الصالحة للسكن، وعلاوة على ذلك، عندما رفعت الرياض الحظر المفروض على قطر في كانون الثاني الماضي، كان من الواضح أن أبو ظبي تتباطأ.

المصدر: صحيفة فاينانشال تايمز