ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر وفاة الطفلة جوري السيد، تبلغ من العمر عشرة أشهر، والسبب وفق ما تم تداوله هو عجز والدها عن تأمين الدواء لها، بعد ارتفاع درجة حرارتها.
وتداولت المواقع مقطع فيديو يظهر والد الطفلة وهو يحمل جثمان طفلته في مشهد يدمي القلوب، وسط حالة من الحزن والصدمة والغضب بين أقارب الطفلة والمشيعين.
حيث عبَّر لسان الوالد المفجوع، مصحوباً بدموع القهر التي ملأت عيناه، وببحة الصوت المتألم، عن الحقيقة المرة التي وصل إليها الوضع في لبنان، والتي كان نتيجتها رحيل إحدى ملائكة الأرض لتلتحق بطيور الجنة في السماء، أمام عيون أب لم يستطع فعل أي شيء إلا التسليم بقضاء الله والتحسر على بلد أوصله مسؤولوه إلى الكارثة.
حيث تساءل والد الطفلة، عن الشيء الذي سيعوضه عن فقدان طفلته ذات العشرة أشهر، ولمن يستطيع إيصال صوته إلا لرب العالمين، مضيفاً " هل أوصل صوتي للحيتان وللتماسيح اللي خلو البلد مسكر"
وأضاف رغم المرارة التي يكابدها، بأنه ليس حزيناً على طفلته فقد جاءت طاهرة ورحلت طاهرة، بل الحزن على من بقي ليعيش مع من وصفهم بالحيتان والتماسيح في هذا البلد المنهار.
وأوضح بأن الطبية المسؤولة عن علاج طفلته، بقيت تعالجها وتبحث لها عن تخت في أي مستشفى لأكثر من ساعة دون جدوى.
وعبَّر أحد المقريبن من أهل الطفلة عن الأسف الشديد فلا توجد مستشفيات ولا توجد صيدليات، مؤكداً أن أهل الطفلة لم يستطيعوا فعل أي شيء لطفلتهم فلم يجدوا عناية أطفال ولا تخت في المستشفيات والدواء مقطوع.
وكان عدد من أهل الطفلة قد وصفوا ما جرى بحزن وغضب، بأن الطفلة قد ارتفعت حرارتها، واحتاجت لأدوية للالتهابات وبحثوا لإيجاده دون أن يعثروا عليه، مهاجمين من أوصل البلد لمرحلة أن لا يتواجد الدواء حتى في المستشفيات.
وفي سياق متصل أصدرت الإدارة الطبية للمستشفى المركزي في مزبود، بياناً تشرح فيه ملابسات وفاة الطفلة جوري السيد.
وجاء في البيان: "أحضرت الطفلة جوري السيد مساء 10/7/2021 الى قسم الطوارئ في المستشفى المركزي بحال حرجة مع نقص حاد بأوكسيجين الدم وبقع زرقاء على الجسم septic shock. أعطيت العلاج الكامل المناسب مع كل ما يلزم من أدوية، مع توفر قسم للعناية خاص بالأطفال، ولاحقا اتخذ قرار خارج على إرادة الطاقم الطبي وموافقته بنقل الطفلة لمستشفى آخر، مع التحذير بخطورة الحال من دون وجود وسيلة نقل مجهزة".
وأضاف بيان المستشفى "أخرجت المريضة من قسم الطوارئ بسيارة خاصة بعد التوقيع على ورقة عدم مسؤولية المستشفى، لتعود بعد دقائق بحال توقف قلبي وهبوط رئوي، وأخضعت لعملية الإنعاش من دون نتيجة إيجابية".
ومن حهته أوعز وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن بفتح تحقيق بملابسات وفاة الطفلة جوري السيد.