موقع ألترنيت يرد على مقال نشرته صحيفة ذا هيل

موقع ألترنيت يرد على مقال نشرته صحيفة ذا هيل

رد موقع ألترنيت الأمريكي على مقال نشرته صحيفة ذا هيل الأمريكية وعدّه مستفزاً، إذ نشرت الصحيفة على لسان كاتبها كونراد بلاك، مؤلف كتاب "رئيس لا مثيل له: دونالد ترامب واستعادة أمريكا"، مقالاً أعرب فيه عن أمنيته بعودة ترامب إلى السلطة، وأنه يتوقع ذلك في القريب العاجل".


استهل موقع ألترنيت حديثه بالقول: لا يزال في أمريكا حشد من الناس يؤمن بأن دونالد ترامب سيعود إلى السلطة في أي لحظة"، بعد أشهر من خروجه من البيت الأبيض وذيله بين ساقيه.

وأضاف: مرت أكثر من خمس سنوات بعد خطاب حملته الانتخابية العنصري، أتيح لترامب فيها كل الفرص ليثبت أنه لديه حسنات لا تدرك من الوهلة الأولى، لكنك لن تجد شيئاً من هذا القبيل مهما بحثت. يقولون إن العين مرآة الروح، وعينا دونالد ترامب أشبه بلطختين صغيرتين كثقبي باب يطلّان على قبو القاتل المتسلسل الشهير جون واين غاسي، لا تعكسان سوى الشر والفراغ المدمر للروح.

وتابع الموقع بأنه لا يزال ممكناً أن يرى ترامب النور، ويتخلى عن إساءاته العديدة السابقة، ومع أن هذا بعيد المنال، لا يزال عدد كبير من المدافعين عنه مؤمناً بعودته، في النهاية ظل ترامب رئيساً للولايات المتحدة لمدة أربع سنوات، ولا بد أن يكون قد تعلم شيئاً ما عن الحوكمة العادلة والفعالة أثناء ولايته.

وفي هذا السياق تناول موقع ألترنيت كاتب المقال كونراد بلاك بالقول إنه يدعي أنه شاهد على ذلك. ويبدو أنه يظن أنه لا يزال هناك شيء يمكن إنقاذه في هذا المصيبة المسمى إنساناً [ترامب]، وقرر أن يقول ذلك في مقال نشر على صحيفة "ذا هيل".

وبدأ الموقع بتحليل المقال بادئاً بعنوانه "كيف يستطيع ترامب الفوز مجدداً: كن مرشحاً هادئاً ومعتدلاً" الذي عدّه سخيفاً، وقال إن "الحماقة تزيد بعد العنوان، أولاً، المقدمة":

"يتطور المشهد السياسي بسرعة كبيرة حتّى إنني أتجرأ على تقديم بعض النصائح للرئيس ترامب: يمكنه الآن الفوز في عام 2024 بأن يكون مرشحاً هادئاً ومعتدلاً".

وفي ردّه على تلك المقدمة، قال مستشهداً باقتراحات ترامب السابقة: بالطبع، بإمكان ترامب فعل ذلك، أو بإمكانه، كما اقترح سابقاً، ضرب الأعاصير بقنبلة نووية، وقلب انتخابات حرة ونزيهة، والتحريض على أعمال شغب مميتة، وممارسة الضغط لوضع خنادق مملوءة بالتماسيح على الحدود الجنوبية، والترويج لعقاقير غير مصرح بها.

ثم تناول فقرة أخرى جاء فيها: "تراجع زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل في غضون أيام عن التعليقات الغافلة على نحو غير معهود التي أدلى بها، وقال فيها إن شبح ترامب الرهيب قد أفل بالفعل ويمكنهم جميعاً العودة إلى كونهم الفاشلين الطيبين في عصور بوش وماكين ورومني. تراجعت في غضون أيام قليلة. أخزت النائبة ليز تشيني نفسها بالانضمام إلى عملية كراهية ترامب التي بدأتها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي من منظور الجمهوريين، فشلت فشلاً ذريعاً نتيجة لذلك".

وجاء رد الموقع بالقول: حسناً لنرى، فاز بوش الأب وبوش الابن بثلاثة انتخابات من أصل أربعة من التي تنافسا فيها بعد أن أصبحا مرشحي حزبهما. وخسر جون ماكين وميت رومني عدد الانتخابات نفسه التي خسرها ترامب. وفاز جورج بوش وجورج دبليو بوش بالتصويت الشعبي مرة واحدة على الأقل، بينما لم يحصل هذا لترامب مطلقاً. فما الذي يتحدث عنه بلاك يا ترى؟

ووصف الموقع بلاك بأنه يتحدث بتفكك فيما يزيد عن عشر فقرات مناهضة للديمقراطيين قبل أن يصل إلى بيت القصيد:

"الآن، بمرور الوقت، سينحسر الانزعاج العام من سلوك ترامب المنمق، ومن إطلالته على الأمة ليل نهار لمدة أربع سنوات، وسيحل محله تدريجياً مشهد إدارة بايدن في غيبوبة، تتخبط وتنافق، وتكافح بوهنٍ الأزمات المختلفة التي أحدثتها. سيتولد في القريب العاجل حنين إلى ترامب بدلاً من ذلك - وإن كان لبيباً، بإمكانه أن يصبح شخصية ساحرة في نهاية السباق".

حينها تساءل موقع ألترنيت: حنين إلى ترامب؟ لا. إنه محفور في ذاكرتنا، والكل يقر لك بذلك. لكن "الحنين" يعني ذكريات جميلة، أما ذكراه فلا، لكن أن تقول "إن كان لبيباً، بإمكانه أن يصبح شخصية ساحرة في نهاية السباق"، ترامب ليس لبيباً ولن يكون أبداً، ترامب فاشل، نقطة آخر السطر.

ونهى الموقع رده بالقول: من الطبيعي أن يرغب المؤرخون وخاصة الحزبيون في إصلاح صورة الرئيس الأمريكي السابق وسمعته، لكن ممثل ترامب هذا لا يتحدث إلا بالهراء. لن ينسى الأمريكيون السادس من كانون الثاني/يناير، أو أي يوم من الأيام الـ 1460 الأخرى التي كان يتنكر ترامب فيها بزي رئيس.


Alternet