منوعات

فراشك ليس نظيفاً كما تعتقد

19 تموز 2021 23:44

لا شيء يضاهي زحفك إلى الفراش، والتدثر بغطائه، ومعانقة رأسك لوسادتك. ولكن قبل أن تسترخي، ربما ترغب في معرفة أن سريرك لا يختلف تماماً عن صِحاف بتري لاستنبات البكتريا، إذ إن مزيج العرق واللعاب وقشرة الرأس وخلايا الجلد الميتة وحتى جزيئات الطعام يجعله بيئة مثالية لنمو عدد وافر من الجراثيم مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات وحتى الحشرات بالغة الصغر. وإليك عزيزي القارئ لمحة عن بعض الأشياء التي تكمن تحت أغطيتنا:

البكتيريا

يمكن أن تؤدي أسرتنا دور المضيف لمجموعة كبيرة ومتنوعة من أنواع البكتيريا، على سبيل المثال، وجدت الأبحاث التي تبحث في أغطية أسرة المستشفيات انتشار بكتيريا المكور العنقودي فيها.

هذه البكتيريا غير ضارة في العادة، ولكنها قد تسبب مرضاً خطيراً عندما تدخل الجسم من خلال جرح مفتوح، وقد تسبب أنواع معينة من المكورات العنقودية ضرراً أكثر من غيرها.

مثلاً المكورات العنقودية الذهبية معدية إلى حد ما، وقد تسبب التهابات الجلد والالتهاب الرئوي وتفاقم حب الشباب. لم يعثر على هذه البكتيريا في الوسائد فحسب، بل أظهرت الأبحاث أيضاً أن بعض سلالاتها مقاومة للمضادات الحيوية.

وتظهر الأبحاث أيضاً أنه إلى جانب المكورات العنقودية، فإن الإشريكيات القولونية والبكتيريا الأخرى المماثلة، المعروفة باسم "البكتيريا سلبية الغرام"، منتشرة أيضاً في أسرة المستشفيات.

تعد البكتيريا سلبية الغرام مشكلة صحية خطيرة لأنها شديدة المقاومة للمضادات الحيوية وقد تسبب التهابات خطيرة للبشر إذا دخلت الجسم، من ضمنها التهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب السحايا والإنتان. وقد تكون بعض سلالات الإشريكية القولونية شديدة العدوى، وقد تسبب التهابات المسالك البولية وإسهال المسافر والالتهاب الرئوي. لهذا من الضروري أن تغسل يديك بشكل صحيح بعد استخدام المرحاض لمنع انتقال هذه البكتيريا إلى أجزاء أخرى من منزلك.

بالطبع، تختلف المستشفيات اختلافاً كبيراً عن بيئة المنزل، لكن هذا لا يعني أن دخول هذه البكتيريا إلى أسرتنا أمر مستبعد، إذ يحمل حوالي ثلث البشر المكورات العنقودية الذهبية في أجسامهم، وقد يسقط عن هؤلاء الأشخاص أعداد كبيرة من تلك الكائنات الحية، ما يعني أنه سيكون من السهل جداً انتقال هذه البكتيريا إلى سريرك في المنزل.

الحشرات

يسقط عنك نحو 500 مليون خلية من خلايا الجلد يومياً أثناء النوم في السرير. قد تجذب هذه الخلايا عث الغبار المجهري، وقد يؤدي هذا العث وفضلاته إلى الحساسية، وحتى الربو.

وبإمكان بق الفراش أن يكون خطراً أيضاً، وعلى الرغم من أن هذه الحشرات البالغة الصغر (التي يبلغ طولها حوالي 5 ملم) لم تظهر أنها تنقل المرض، قد تسبب علامات لدغة حمراء مثيرة للحكة، إلى جانب آثار متنوعة على الصحة العقلية، من بينها القلق والأرق والحساسية.

قد ينتقل بق الفراش إلى المنازل على أسطح ناعمة، كالملابس أو حقائب الظهر، أو بواسطة أفراد الأسرة الآخرين. وغسل أغطية الأسرة على درجة حرارة عالية وتجفيفها (حوالي 55 درجة مئوية) سيقتل عث الغبار، ولكن قد تحتاج إلى مساعدة مختص لقتل بق الفراش.

الجراثيم المنزلية

من الممكن أيضاً أن تنتقل الجراثيم إلى سريرك من الأدوات المنزلية الملوثة، مثل الخرق أو المناشف أو المرحاض أو الحمام أو أسطح المطبخ أو حتى الحيوانات الأليفة.

تستضيف مناشف الحمام والمطبخ مجموعة متنوعة من أنواع البكتيريا، وقد يؤدي الغسيل الخاطئ لها إلى انتشار هذه الجراثيم في عناصر أخرى، كملاءات السرير.

تعيش أنواع مختلفة من الميكروبات على الأقمشة لفترات زمنية مختلفة. مثلاً، قد تعيش المكورات العنقودية الذهبية لمدة أسبوع على القطن وأسبوعين على القماش الوبري. ويمكن للأنواع الفطرية (مثل الفطريات المبيضة، التي يمكن أن تسبب مرض القلاع الفموي والتهابات المسالك البولية وعدوى الخميرة التناسلية) أن تعيش على الأقمشة لمدة تصل إلى شهر.

وبإمكان فيروسات الإنفلونزا أن تعيش على الأقمشة والأنسجة لمدة 8-12 ساعة. وبإمكان بعض أنواع الفيروسات الأخرى، مثل فيروس الوقس، أن تعيش على الصوف والقطن لمدة تصل إلى 14 أسبوعاً.

نظافة الفراش

الغسل السليم والمنتظم هو المفتاح لضمان عدم تحول الجراثيم إلى تهديد حقيقي للصحة. ولكن كم مرة يجب عليك تغيير بياضات السرير؟

نظراً لأنه لا يمكننا غسل ملاءاتنا كل يوم، فإن أحد الأمور التي يمكنك القيام بها يومياً هو تهوية الملاءة كل صباح، إذ أن الرطوبة تتراكم فيها أثناء النوم، وهذا يمكّن ملاءات السرير من التنفس قبل ترتيب السرير، ما يعني أن الملاءات الفراش تصبح مكاناً أقل جاذبية للبكتيريا والعث.

ويُنصح بغسل الفراش كل أسبوع على الأقل، خاصةً إذا كنت تقضي وقتاً طويلاً في السرير، أو تنام عارياً، أو تتعرق كثيراً في الليل. ويوصى أيضاً بتغيير أكياس الوسائد كل يومين أو ثلاثة أيام.

ويجب غسل جميع أغطية الأسرة في درجات حرارة دافئة إلى عالية (حوالي 40 درجة مئوية -60 درجة مئوية) بغية قتل الجراثيم بشكل فعال. تجنب التحميل الزائد على غسالات الملابس واستخدم كمية كافية من الصابون، وتأكد من جفاف أغطية الأسرة تماماً قبل الاستخدام.

ويمكن أن يساعد الاستحمام قبل النوم وتجنب أخذ قيلولة أو النوم أثناء التعرق وإزالة المكياج وتجنب المستحضرات والكريمات والزيوت قبل النوم مباشرة في الحفاظ على نظافة القماش بين فترات الغسل. ومن المفيد أيضاً عدم الأكل أو الشرب في السرير، وإبعاد الحيوانات الأليفة عن ملاءاتك، وإزالة الجوارب المتسخة.


The Conversation