الرصد العسكري

واشنطن تشعل سباق تسلح في آسيا

21 تموز 2021 23:09

زعم مقال نشر على رويترز أمس الثلاثاء أن "آسيا تنزلق نحو سباق تسلح خطير، حيث تبني الدول الصغرى التي ظلت في السابق مهمشة ترسانات من الصواريخ المتطورة بعيدة المدى". وقال إن ذلك "مدفوع بالمخاوف الأمنية من الصين ورغبتهم في تقليل اعتمادهم على الولايات المتحدة".

وعلق موقع غلوبال تايمز على المسألة اليوم بأن الدول الغربية، والولايات المتحدة خصوصاً، سعت مراراً لتضخيم "التهديد الصيني" لفترة طويلة، والآن، تحث واشنطن الدول الآسيوية، وخاصة حلفاءها وشركاءها، على تعزيز قواها العسكرية وتقوية قدرات الضربات بعيدة المدى. ويمكن تحقيق هذا الأخير عن طريق تطوير الصواريخ أو شرائها، لكن لدى قلة فقط من هذه الدول القدرة على تطوير الصواريخ بنفسها، لذا سيتعين على معظمهم اللجوء إلى شراء الصواريخ من الولايات المتحدة.

وبين الموقع أن هدف الولايات المتحدة واضح، فهي أكبر تاجر أسلحة في العالم، إذ تعتزم واشنطن خلق مزيد من الذعر بين الدول الآسيوية عبر تهويل نظرية "التهديد الصيني"، ما يُشعر هذه الدول أن الصين تهدد أمنها، وسيشجعهم ذلك على شراء مزيد من الأسلحة والمعدات من واشنطن، بما في ذلك الصواريخ.

وحقيقة الأمر أن "المخاوف الأمنية للدول الآسيوية من الصين" هي فكرة تروج لها الولايات المتحدة، لكن ليس لدى الصين نية بتهديد أي دولة، إذ إنها تلتزم دائما بمبدأ الجار الودود، وتسعى لتحقيق التنمية السلمية.

وأضاف: تود الولايات المتحدة لو ترى سباق تسلح في آسيا، وإذا شرعت الدول المجاورة للصين في سباق تسلح، ستضطر بكين للمشاركة فيه، ما سيعرقل عجلة التنمية الاقتصادية للصين. من ناحية أخرى، ستستفيد الولايات المتحدة منه، فبمعزل عن الأرباح الكبيرة من مبيعات الأسلحة، بإمكان واشنطن أن تدرك أمنيتها في الاعتماد على الحلفاء والشركاء لمواجهة بكين. ومنذ أن تولى بايدن منصبه، كثفت إدارته جهودها لحشد حلفائها ضد الصين في مناسبات عديدة.

وإن كان ثمة سباق تسلح في آسيا بالفعل، على واشنطن أن تتحمل المسؤولية الكبرى.

وقال الموقع إنه يجب على بكين أن تفضح حسابات الولايات المتحدة للمجتمع الدولي، وأن تساعد حلفاء الولايات المتحدة الآسيويين على فهم هدفها النهائي، وعلى فهم أن سباق التسلح سيضعف قوتهم. وصفت واشنطن بكين بأنها منافس استراتيجي، ولم تألُ جهداً لمواجهة نمو الصين، فعبر إيقاظ نظرية "التهديد الصيني"، وتكثيف الضغط على حلفائها للاستثمار في القدرات الدفاعية، تعتزم واشنطن إشعال سباق تسلح في المنطقة. في هذا السياق، بوسع واشنطن أن تبقي نفسها بعيدة عن المسألة، وتتلاعب بحلفائها كدمى لتحقيق هدفها المتمثل في احتواء الصين بتكلفة زهيدة.

وتابع: لربما لا يكون حلفاء الولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ غافلين عن نية واشنطن النهائية، لكن بالنظر إلى حث واشنطن المستمر بالقسر والردع، تجد هذه الدول نفسها مضطرة لأن تنصاع لواشنطن في بعض المناسبات. وبمعزل عن فضح النوايا الخبيثة للولايات المتحدة، يجب على الصين أن تضمن للمجتمع الدولي، وحلفاء الولايات المتحدة خصوصاً، أنها دولة تحب للسلام، وهي لا تعمل على تطوير قوتها العسكرية إلا لحماية أمنها القومي، ولا تريد الدخول في سباق تسلح مع أي دولة، ولا تريد الهيمنة الإقليمية ولا العالمية.

وأوضح الموقع أهداف واشنطن، مبيناً أنها تريد أن ترى حلفاءها وشركاءها ينخرطون في سباق تسلح مع الصين، فهي تعلم أن هذا سيضر بكين ودولاً آسيوية أخرى، لكن من حسن الحظ أن حلفاء الولايات المتحدة وشركائها لن ينخدعوا بسهولة، فمع أن واشنطن تعتبر الصين أكبر منافس لها، لا ينظر حلفاؤها وشركاؤها إلى الصين بنفس النظرة.

وأردف: يختلف العصر الحالي عن حقبة الحرب الباردة التي انقسم فيها العالم إلى كتلتين. ومؤامرة واشنطن لخلق مزيد من التوترات بين الصين ودول أخرى، بغية مساعدة نفسها على احتواء الصين بشكل أفضل، لن تنجح.


Global Times