شجبت الصين غض الحكومة الأمريكية الطرف عن برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، واختيارها تشويه سمعة الصين بتهم غير مبررة إزاء قضية الأمن السيبراني.
بإمكان برنامج "بيغاسوس"، الذي طورته مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية، أن يدخل إلى الهواتف الذكية خلسة دون علم مستخدميها، ويُذكر أنه استهدف سياسيين وصحفيين ورجال أعمال من جميع أنحاء العالم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان اليوم الخميس إن قضية برنامج "بيغاسوس" تبين مجدداً أن الأمن السيبراني تهديد مشترك يواجهه جميع دول العالم.
وأضاف: يستحسن على الدول أن تتكاتف لمواجهة هذه التهديدات عبر إقامة حوار مبني على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، ولكن من المدهش أن الحكومة الأمريكية، التي تتشدق بالكلام دوماً عن حماية الأمن السيبراني، ظلت صامتة بشأن برنامج التجسس، وبّين أن الولايات المتحدة منهمكة في جمع جهودها مع جهود حلفائها للافتراء على الصين وتشوه سمعتها بتهم لا مسوغ لها، الأمر الذي يعكس شعورها بالذنب.
وأظهرت تقارير إعلامية أن الحكومة الأمريكية كانت تلعب دور الأعمى تجاه برنامج "بيغاسوس"، الذي افتُضح قيامه بمراقبة سياسيين وصحفيين ورجال أعمال، وكان بعض الدبلوماسيين الصينيين من بين الضحايا.
جاءت إدانة الصين القوية اليوم الخميس بعد تواطؤ واسع غير عادي بين القوى الغربية لإلقاء اللوم على الصين علناً في الهجمات الإلكترونية، وشارك فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا وبريطانيا وكندا واليابان ونيوزيلندا.
بيد أن الحقائق تؤكد أن الصين كانت ضحية رئيسية للهجمات الإلكترونية، إذ ضبطت الصين أكثر من 42 مليون عينة من البرامج الخبيثة في عام 2020، وقال الفريق الفني للاستجابة لحالات الطوارئ لشبكة الكمبيوتر الوطنية/مركز التنسيق الصيني أمس الأربعاء إن المصادر الخارجية لعينات البرامج الخبيثة هذه كانت بشكل أساسي الولايات المتحدة والهند وغيرها.
تعرض حوالي 55.41 مليون عنوان إلكتروني"IP" في الصين لهجوم برامج خبيثة، وهو ما يمثل 14.2% من جميع عناوين "IP" في البلاد. وذكر التقرير أن العناوين التي تعرضت للهجوم كانت تقع بشكل أساسي في مقاطعات شاندونغ وجيانغسو وتشجيانغ بشرق الصين، وفي مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين.
وقالت الشركة التكنولوجية الصينية العملاقة "360 Security Technology " في تصريح صحفي إنه جرى العثور على مجموعة القرصنة "APT-C-39"، التي تنتمي إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والتي شنت سلسلة هجمات على الصين استهدفت مؤسسات الفضاء والبحث العلمي وصناعة البترول وشركات الإنترنت لأكثر من عقد، ما تسبب بضرر كبير للأمن القومي للصين والبنية التحتية الرئيسية وأمن المعلومات الشخصية.
وأردفت الشركة الصينية إنها ضبطت أكثر من 2700 هجوم شنته 44 مجموعة "APT" للقرصنة من الخارج، ما أثر في 20000 إدارة حكومية ومؤسسة بحث علمي.
وقالت الشركة إن "الولايات المتحدة تكالبت مع حلفائها لتوجيه اتهامات إلى الصين بشأن الأمن السيبراني، وهذه اتهامات باطلة ومفاجئة، وماهي إلا محاولة تشويه وقمع قائمة على أهداف سياسية".
غلوبال تايمز