أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ الخرف

علوم

تجنب الخرف.. أطعمة كفيلة بحماية دماغك من التدهور العقلي

1 آب 2021 22:30

إن شيئاً بسيطاً مثل تناول كوب من عصير البرتقال في الصباح أو تفاحة على الغداء يمكن أن يكون أحد المفاتيح لحماية صحة دماغك، أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين استهلكوا نصف حصة فقط في اليوم من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مركب طبيعي يسمى الفلافونويد لديهم خطر أقل بنسبة 20 ٪ من التدهور العقلي " الخرف".



الخرف.. أطعمة تساعد في تقليل معدل الإصابة بالتدهور العقلي

وقال المؤلف المشارك للدراسة الدكتور تيان شين يه، وهو باحث في مدرسة تشان للصحة العامة:" نعتقد أنه قد يكون له آثار مهمة على الصحة العامة لأنه بناءً على ما تراه في الدراسة الحالية، يمكن أن يكون ذلك فقط من خلال إجراء بعض التغييرات البسيطة على نظامك الغذائي، أي بـ إضافة هذه الأطعمة الغنية بالفلافونويد إلى نظامك الغذائي، وإلى جانب الموز والتفاح والكمثرى والفلفل الحلو، تشمل قائمة الأطعمة الغنية بالفلافونويد الكرفس والحمضيات والكرز والتوت،  ويؤكد الباحثون أن مركبات الفلافونويد هي نوع من مضادات الأكسدة.

وفي ظل عدم وجود علاجات فعالة للخرف، فإن تأثير عوامل الخطر التي يمكن للأشخاص التحكم فيها، مثل تغيير نظامهم الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بـ انتظام، يحظى بمزيد من الاهتمام، وقال يه أن التدهور المعرفي أو العقلي ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية ونمط الحياة والعوامل البيئية.

قام الباحثون بفحص النظم الغذائية وتصور التدهور المعرفي الذاتي في حوالي 77000 من البالغين الأمريكيين المسجلين في دراسة صحة الممرضات أو دراسة متابعة المهنيين الصحيين، وكان متوسط ​​عمر النساء 48 وكان متوسط ​​عمر الرجال 51 في البداية.

أكمل المشاركون العديد من الاستبيانات على مدار 20 عام من المتابعة التي سجلت عدد المرات التي تناولوا فيها أطعمة معينة، ثم قام الباحثون بحساب كمية الفلافونويد التي يتناولونها.

كان قسم منهم قد تناولوا الكثير من مركبات الفلافونويد وكان لديهم متوسط ​​600 ميليغرام يومياً، وأولئك الذين تناولوا أقل كمية كان لديهم 150 ميليغرام في المتوسط، ولوضع ذلك في سياقه، تحتوي التفاحة على حوالي 113 ملغ من مركبات الفلافونويد، بينما يوجد حوالي 180 ملغ في حوالي ثلثي كوب الفراولة.


وقال باحثون أن الفلافون، وهو نوع خاص من الفلافونويد موجود في بعض التوابل والفواكه والخضروات الصفراء أو البرتقالية، يتمتع بأقوى صفات وقائية، وارتبط مع انخفاض بنسبة 38 ٪ في خطر التدهور المعرفي.

وهناك نوع آخر من الفلافونويد، يسمى الأنثوسيانين، كان مرتبطاً بـ انخفاض خطر التدهور المعرفي بنسبة 24٪، ويوجد هذا في الفواكه ذات اللون الداكن مثل الكرز والتوت والعليق.

وخلال الدراسة، قام المشاركون أيضاً بتقييم قدراتهم المعرفية، والإجابة على أسئلة مثل:" هل لديك مشكلة أكثر من المعتاد في تذكر الأحداث الأخيرة؟" و "هل تواجه مشكلة أكثر من المعتاد في تذكر قائمة قصيرة من العناصر؟"

وقال الباحثون أن هذه الأنواع من الأسئلة يمكن أن تكشف مشاكل الذاكرة المبكرة، في النقطة التي يلاحظها الشخص وقبل أن يتم اكتشافها في اختبار الفحص، وأضاف الدكتور دارين غيتلمان، طبيب الأعصاب والمدير الطبي الأول لـ مركز أدفوكيت ميموري في شيكاغو، أن السبب الدقيق الذي قد يجعل هذه الأطعمة تحدث فرقاً في صحة الدماغ يظل سؤالاً مفتوحاً للبحث.

ارتباط النظام الغذائي بانخفاض الإصابة بالخرف

تشير بعض النظريات إلى أن الأطعمة المضادة للأكسدة تقلل من ترسب الأميلويد، وهو عامل فاعل في بداية مرض الزهايمر أو الالتهاب العصبي، وقال غيتلمان:" هناك الكثير من التأثيرات المفترضة على البيئة العصبية التي قد تكون مفيدة مع هذه الأطعمة، سأقول أنه من الممكن أيضاً، أنه قد يكون إذا كنت تأكل هذه الأطعمة، فقد يكون لديك عموماً نهج صحي أكثر في النظام الغذائي وجسمك مما إذا كنت لا تأكل هذه الأطعمة".

وقال يه أن اتباع نظام غذائي غني بالألوان غني بمركبات الفلافونويد هو رهان جيد لتعزيز صحة الدماغ على المدى الطويل، ولم يفت الأوان أبداً للبدء، وحتى أن المشاركين في الدراسة الذين بدأوا في تناول المزيد من مركبات الفلافونويد لاحقاً لاحظوا الفوائد الواضحة لهذه الأطعمة.


وأكد أن أسلوب الحياة الصحي مهم للصحة العامة ولصحة الدماغ، وأشار إلى أن الجمع بين النظام الغذائي والتمارين الرياضية يبدو أنه يقدم فائدة أكثر شمولاً من أي منهما بمفرده.

كما تم تعديل الدراسة للعديد من العوامل الغذائية وغير الغذائية، بما في ذلك العوامل الاجتماعية والاقتصادية والنشاط البدني والعناصر الغذائية الأخرى، وقال يه أن النتائج المتعلقة بمركبات الفلافونويد كانت مستقلة عن هذه العوامل الأخرى، ولكن لا تزال هناك حاجة لدراسات مستقبلية لتأكيد النتائج.

ظهرت النتائج في عدد 28 تموز عبر الإنترنت من مجلة علم الأعصاب، وتشمل قيود الدراسة أن الناس كانوا يتذكرون وجباتهم الغذائية الخاصة، وأيضاً، لم تؤسس الدراسة علاقة مباشرة بين السبب والنتيجة، بل مجرد ارتباط بين النظام الغذائي وانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

المصدر: موقع نيوز ماكس