أكملت الصين أول اختبار علني لمركبة الهبوط على سطح المريخ الخاصة بها، مما يدل على أن الصين مستمرة على الطريق الصحيح للقيام بمهمة استكشاف غير مأهولة إلى الكوكب الأحمر في عام 2020 كما طمحت وخططت من قبل.
وجرت التجربة صباح اليوم الخميس بين التضاريس الطبيعية لمقاطعة خبي الصينية، التي تقع على بعد حوالي ساعة ونصف بالسيارة شمال بكين.
وقال المسؤولون الصينيون إن التضاريس هناك تشبه منحدرات وفوهات سطح كوكب المريخ، حيث كانت تهدف التجربة إلى اختبار قدرة المركبة على التحويم وتجنب العوائق وسلاسة الهبوط.
كما تم تعليق المركبة على ارتفاع 70 متراً فوق سطح الأرض باستخدام 37كابلاً فولاذياً ضخماً، ثم تم سحبها لتصبح على ارتفاع 140 متراً في الهواء.
وبدأ الاختبار بانفجارات مدوية وحلقت المركبة الفضائية ثم هبطت، متوقفةً على بعد أمتار قليلة من الأرض، مما دل على نجاحها في ان تبقى طافية في الهواء.
وكيفية الهبوط الآمن على المريخ هي واحدةُ من أكبر التحديات التي تواجه مهمة المريخ، والتي قال المسؤولون إنهم في طريقهم إلى إطلاقها العام المقبل إذا نجحت الاختبارات الحالية، حيث أن الصين ستكون الدولة الثانية في العالم التي تحقق هذا الإنجاز.
كما أن ناسا تخطط أيضاً للقيام بمهمة للهبوط على المريخ العام المقبل.
ووفقاً للمسؤولين، وتم تصميم التجربة لاختبار قدرة المركبة على التحليق وتجنب العقبات، وكذلك مراقبة مدى عملها في بيئة مماثلة للمريخ، حيث أن جاذبية المريخ تمثل ثلث قوة الجاذبية الأرضية.
ودعت الصين الدبلوماسيين ووسائل الإعلام الدولية، بما في ذلك شبكة CNN، لمشاهدة الاختبار وتغطيته إعلامياً.
ودفعت بكين إلى مزيد من الإدماج في مشاريع الفضاء الدولية، لكن الولايات المتحدة تقيد بإحكام الطرق التي يمكن أن تعمل بها ناسا مع برنامج الفضاء الصيني.
وصرحت الحكومة الصينية العشرات من وكالات الأنباء الدولية والصحفيين أن الاختبار كان ناجحاً.
وقال وو يان هوا نائب مدير الادارة الوطنية الصينية للفضاء:" إن هذه التجربة تمثل علامةً فارقة في تطوير مركبة المريخ الخاصة بنا".
اختبار الصواريخ هو الحل
وطورت الصين صاروخ لونج مارش 5 القوي لإطلاق مركبة الفضاء المخصصة لمهمة المريخ المنوي تنفيذها العام المقبل.
كما وفشل اختبار هذا الصاروخ في عام 2017، مما هدد بتأخير دفع البلاد لتصبح قوةً فضائية رائدة.
وأشارت التقارير إلى أنه سيتم إجراء اختبار آخر قبل نهاية هذا العام.
وكانت الصين متأخرةً في سباق الفضاء عن غيرها من الدول العظمة، فهي لم ترسل أول قمر صناعي لها إلى الفضاء حتى عام 1970، أي بعد أن أرسلت الولايات المتحدة أول رجل إلى سطح القمر، ولكن في العقود التي تلت ذلك، ضخت الصين مليارات الدولارات وغيرها من الموارد في البحث والتدريب والتطوير في مجال الفضاء، وبالإضافة إلى مهمة المريخ، تسعى الصين بنشاط إلى استكشاف القمر أيضاً.
نجح المسبار القمري Chang'e-4 في الهبوط على الجانب الآخر من القمر في شهر يناير الماضي، وهو إنجازٌ تاريخيٌ رئيسيٌ وكبير لبرنامج الفضاء الصيني.
وفي عام 2020، من المقرر أن تهبط المهمة القمرية التالية على سطح القمر، وتجمع العينات وتعود إلى الأرض، في حين أن هناك خططٌ أولية جارية للقيام بمهمة قمرية مأهولة في ثلاثينيات القرن العشرين، وإذا نجحت الصين في القيام بذلك، ستصبح الدولة الثانية التي تضع شخصاً على سطح القمر بعد الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن الصين تخطط لإطلاق محطة فضائية عملاقة بحكم 20 طن متري عام 2022.