اعترفت صحيفة جيروسالم بوست في مقال تحليلي أن إيران محقة في أن لديها أفضلية في حرب الظل مع إسرائيل في البحر، وتساءلت كيف يكون هذا صحيحاً إذا ظلت البحرية الإسرائيلية تتطور؟
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية: في اليوم نفسه الذي استخدمت فيه إيران مزيجاً من الطائرات المسيرة لمهاجمة سفينة إسرائيلية يوم الخميس الماضي، كانت سفينة "إن إس ماجن"، وهي سفينة تحمل صواريخ كورفيت وتعد الأكثر تقدماً في البحرية الإسرائيلية، تستعد للعمل بكامل طاقتها في أوائل عام 2022 بعد تسليمها لإسرائيل في كانون الأول/ديسمبر 2020.
وتابعت: حقيقة، يعد الحصول على سفينة "ماجن" مجرد خطوة واحدة من سلسلة تحركات الجيش الإسرائيلي لمنحه نطاقاً أكبر في الدفاع عن المياه الإقليمية الإسرائيلية، وخاصة منشآت الغاز الطبيعي البحرية، وستستخدم في أي حرب مع حماس أو حزب الله.
ونوهت الصحيفة إلى أن البحرية الإسرائيلية الجديدة أكثر ارتباطاً بوحدات جيش الدفاع الإسرائيلي الأخرى مما كانت عليه في الماضي، إذ إنها قادرة على تتبع ونقل المعلومات الاستخبارية في زمن حقيقي لدعم سلاح الجو الإسرائيلي والوحدات الأخرى.
وأضافت: إن المرء قد يظن أن كل هذه القدرات البحرية الجديدة للجيش الإسرائيلي ستردع الجمهورية الإسلامية عن اختيار البحر تحديداً لاستهداف إسرائيل، لكنه يكون أساء الفهم هنا.
نعم، لقد قطع الجيش الإسرائيلي شوطاً طويلاً، ففي عام 2002، عندما استولى الجيش الإسرائيلي على سفينة "Karine A"، احتاج إلى مساعدة من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والاستخبارات البحرية الأمريكية للعثور على السفينة.
وحتى اللحظة الأخيرة، بدا أن الكوماندوز الإسرائيلي عاجز عن القفز من المروحيات بسبب محدودية الوقود ومحدودية المدى.
ولفتت جيروسالم بوست إلى أن وجود عدد قليل من السفن الكبيرة التي يمكن أن تقضي وقتاً طويلاً في البحر والظروف الجوية الصعبة كادا يتسببان بإلغاء العملية في اللحظة الأخيرة، ولكن دعوة قادة البحرية الإسرائيلية للاستيلاء على السفينة أنقذت الموقف، على الرغم من تغلغلها في البحر الأحمر أكثر مما كان مخططاً له في الأصل.
ومن ناحية أخرى، أصبح الجيش الإسرائيلي الآن أقل اعتماداً على أقمار الولايات المتحدة الصناعية التجسسية، على الرغم من أنه لا يزال يتعاون معها، وطور المزيد من قدراته وحقق التقدم البحري المذكور أعلاه، إذ بات بإمكانه أن يمضي إلى أبعد من ذلك لاستعراض بعض القوة وللمراقبة.
وبينت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك قدرات بحرية كافية تمكنه من العمل خارج مناطق عملياته الرئيسية بالقرب من السواحل الإسرائيلية واللبنانية وساحل غزة، في مناطق النفوذ الإيراني أو حيث يمكنها إرسال قوارب سريعة بسهولة. وهو عرضة للطائرات الإيرانية المسيرة والألغام البحرية والصواريخ وغيرها من الهجمات على السفن المدنية الإسرائيلية.
وأوضحت أن بإمكان طهران أيضاً ضرب السفارات الإسرائيلية وأهداف أخرى في الخارج، كما فعلت من خلال حزب الله في مدينة بورغاس البلغارية في عام 2012، وحاولت القيام بذلك منذ وقت قريب في الهند.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن كل هجمة من هذه الهجمات البرية تحمل عواقب دبلوماسية مؤذية للغاية سواء لإيران نفسها أو لوكلائها، إذ قتل مواطن بريطاني في هجوم إيران الأخير. ولكن بما أن الهجوم كان في البحر، وبسبب ارتباط مجموعة من الدول بالسفينة والظروف التي صورها الجميع باستثناء إسرائيل على أنها غير واضحة، سيجري تخفيف التداعيات الدبلوماسية بشكل كبير.
في الأثناء، شنت إيران هجمات كثيرة على سفن إسرائيلية خلال العامين الماضيين، ولم تجد إسرائيل إجابة، ولا يبدو أنها تجهد في البحث عن إجابة واضحة، الجواب الوحيد حتى الآن هو الانتقام من الشحن الإيراني أو الأصول الأخرى لتحقيق الردع.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي يريد أن يظهر مدى قوته، لذا فإن الإجراءات السابقة للجيش الإسرائيلي لن تكون كافية.
وختمت بالقول: إن أرادت إسرائيل تجنب مزيد من الهجمات على سفنها في البحر، ستحتاج إلى إيجاد عقيدة جديدة للبحرية لتوسيع نطاق الحماية أو الوصول إلى مستوى جديد من الأعمال الانتقامية لإجبار رئيسي على التراجع.
جيروسالم بوست