سيطرت حركة طالبان المتشددة على معظم المدن الأفغانية، وما زالت مستمرة في زحفها الميداني، حتى إنها حاصرت العاصمة كابل واقتحمتها من عدة جهات، ما استدعى ردود فعل مختلفة بين الدول، التي سارع معظمها إلى إجلاء دبلوماسييها من البلاد، بالرغم من تأكيدات الحركة بعدم المساس بممثلي الدول، وتعهداتها بعدم التعدي على أي شخص.
وجاء الرد الروسي معاكساً لردود الدول الغربية، إذ أعلنت روسيا أنها ستبقي سفارتها في كابل مفتوحة، كما صرح السفير ديمتري غيرنوف لمحطة التلفزيون الروسية الرسمية "روسيا 24" بأن طالبان تتكفل بأمن مقر سفارته.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين، بياناً قالت فيه إن "الوضع في كابُل يتجه نحو الاستقرار بعد سقوط العاصمة الأفغانية في قبضة طالبان في نهاية الأسبوع، وإن الحركة بدأت تفرض النظام العام"، مؤكدة أنها بدأت "التواصل مع ممثلين عن السلطات الجديدة".
وأكد المسؤول في وزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف لإذاعة "صدى موسكو" الرسمية بأن موسكو ستقرر ما إذا ستعترف بالسلطات الأفغانية الجديدة بناء على أفعالها.
من جانبها، تعهدت الحركة "ضمان سلامة السكان"، فيما يسعى أفغان إلى مغادرة البلاد هرباً من تشدد طالبان.
وفي السياق نفسه، أعربت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس عن قلقها خلال كلمتها في جلسة مجلس الأمن الطارئة لبحث الوضع في أفغانستان شاركت فيها روسيا، إذ قالت "الآن نحن في فترة ضبابية وحساسة، وعلى المجتمع الدولي أن يتحدث بصوت واحد ونثمن جهود بعثة الأمم المتحدة والجهات الأممية الأخرى على الأرض في أفغانستان.
وأضافت إن "أي مواطن أفغاني له الحق في العيش بأمن وسلام"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تحث طالبان على حماية المدنيين، وشددت على وجوب "السماح بوصول المساعدات الإنسانية للأفغان".
ونقلت قناة روسيا اليوم قول نائب رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان، عبد السلامة حنفي: "يمكن أن يواصل موظفو البعثات الدبلوماسية والقواعد العسكرية والإدارات المدنية عملهم دون قلق. لن يتم التعدي على حقوق أي شخص. يمكن للمرأة أن تعمل وهي ترتدي الحجاب"، وأفادت تقارير عن إعلان حركة طالبان، اليوم الاثنين، أن على كل موظفي مؤسسات الدولة العودة إلى أماكن عملهم في أفغانستان.
وأضاف حنفي: "تحاول طالبان إعداد قاعدة لتشكيل حكومة ائتلاف ونحن وكل الأفغان سنشارك فيها. لا ينبغي لأي أفغاني أن يقلق بشأن أي شخص كان يعمل في الحكومة السابقة. سنخدم بلدنا، سواء في القطاع المدني أو العسكري ولن يفقد أحد امتيازاته".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش خلال كلمته بمجلس الأمن إن على جميع الدول الاستعداد لاستقبال اللاجئين الأفغان والامتناع عن أي عمليات لترحيلهم، مشدداً على وجوب "أن تتوقف جميع الانتهاكات، وأن تلتزم جميع الأطراف بقانون حماية الإنسان الدولي وجميع الحريات".
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس اليوم الإثنين إن عودة القوات البريطانية إلى أفغانستان "ليست مطروحة" بعد دخول طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول، ووصف عودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان بأنها "فشل للمجتمع الدولي".
المصدر: النهضة نيوز - وكالات