تغييرات كبيرة في ثاني أكبر عملة مستقرة في العالم

وفي تموز/يوليو الفائت، جرى الكشف عن أن هذه الحقيقة لم تعد سارية، إذ كشفت "سيركل" في "شهادة" لشركة تدقيق الحسابات "غرانت ثورنتون" أن الأوراق المالية تمثل ما يزيد قليلاً عن 60٪ من احتياطيات عملة "يو إس دي كوين"، أما الـ 40٪ الباقية تتمثل بأشكال مختلفة من السندات وضمانات الدين.

وما يشكل احتياطيات أي عملة مشفرة مستقرة أمر مهم، إذ إن ما يميزها عن العملات المشفرة الأخرى هو ارتباطها بعملة مادية مثل الدولار الأمريكي أو اليورو، بهدف تجنب التقلبات التي تشهدها البيتكوين والعملات المشفرة الرئيسية الأخرى في غالب الأحيان.

وتقول شركة "سيركل" إنها غيرت تركيبة احتياطيات عملتها المشفرة مرة أخرى، باستخدام الأوراق المالية وسندات الخزانة الأمريكية التي تدعم العملة المستقرة.

وكشف ائتلاف "سنتر" النقاب عن هذا التغيير أمس الأحد، وهو ائتلاف أسسته شركة "سيركل" وشركة "كوين بيس" اللتان طورتا العملة المشفرة المستقرة.

وصرح ائتلاف "سنتر" عبر مدونته أنه "إدراكاً لمشاعر المجتمع، والتزامنا بالثقة والشفافية، والمشهد التنظيمي المتطور، أعلنت شركة "سيركل"، بدعم من "سنتر" و"كوين بيس"، أنها ستحتفظ الآن بكامل احتياطي عملة "يو إس دي كوين" بصورة أوراق مالية وسندات خزانة أمريكية قصيرة الأجل. وتجري هذه التغييرات على وجه السرعة وسوف تنعكس في شهادات "غرانت ثورنتون" المستقبلية".

لماذا يهمنا الأمر؟

يستخدم العديد من متداولي العملات المشفرة العملات المستقرة كبديل لبنوكهم، لشراء أو بيع العملات الرقمية، وتعد عملة "يو إس دي كوين" ثاني أكبر عملة مستقرة على مستوى العالم، حيث يجري تداولها نقداً بقيمة 27 مليار دولار.

وخضعت عملة "تيثر"، وهي أكبر عملة مستقرة بتداول بلغ 75 مليار دولار، للتدقيق على يد المنظمين وسط مخاوف من عدم امتلاكها لأصول كافية لدعم ربط عملتها بالدولار.

وفي وقت سابق من هذا العام، كشف مصدر "تيثر" أن 2.9٪ فقط من احتياطياتها كانت بصورة نقدية، والغالبية العظمى من احتياطياتها مكونة من أوراق تجارية، وهو شكل من أشكال الديون قصيرة الأجل غير المضمونة، والتي تعد أكثر خطورة من السندات الحكومية.

أثار هذا مخاوف من يزعزع الاسترداد الجماعي المفاجئ لكوبونات "تيثر" استقرار أسواق الائتمان قصيرة الأجل.

وقال مسؤولون في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إن العملات المستقرة يجب تنظيمها لأنها تشكل تهديداً محتملاً للاستقرار المالي، في حين قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت سابق إن العملة الرقمية للبنك المركزي الأمريكي قد تلغي الحاجة إلى العملات المشفرة والعملات المستقرة.