علوم

خطر الإصابة بالتهاب القلب عند الإصابة بكوفيد 19 أعلى من خطر اللقاحات

27 آب 2021 20:22

أفادت شبكة "CBS" الإخبارية أن دراستين منفصلتين عن لقاح فيروس كورونا وجدتا أن الفيروس يشكل من حيث الأعراض خطراً أكبر من خطر بعض أعراض اللقاح النادرة.

ووجدت دراسة أجراها معهد الأبحاث الإسرائيلي "كلاليت" في تل أبيب، أنه في حين أن لقاحي "فايزر" و"بايون تِك" يزيدان قليلاً من خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب، فإن الإصابة بفيروس كوفيد 19 تشكل في الواقع خطراً أكبر للإصابة بالتهاب عضلة القلب.

درس الباحثون ما يقارب مليوني شخص - طعِّم بعضهم، وبعضهم لم يطعَّم، منهم مصابون بالفيروس وآخرون غير مصابين - وراقبوا الأشخاص المطعّمين لمدة 42 يوماً بعد الحقن الأول. وبالمثل، راقبوا المصابين بالفيروس وقارنوا بين المجموعتين.

ووجدت الدراسة أن لقاحات الحمض النووي الريبي "mRNA" زادت من خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب، بنحو 1 إلى 5 إصابة لكل 100.000 شخص. ومع ذلك، فإن وجود فيروس كوفيد 19 زاد من خطر الإصابة بشكل أكبر، بنحو 11 إصابة لكل 100.000 شخص.

وأشار الدكتور شون ليو، الذي لم يشارك في الدراسة لشبكة "CBS" إلى أنه في حين أن خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب يزيد بعد تلقي اللقاح، لا تزال مخاطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب قيد التحقيق ويجب النظر فيها، ولكن ينبغي ألا تثير القلق".

ووجدت الدراسة أيضاً أن الفيروس زاد بشكل كبير "من العديد من الإصابات الخطيرة الأخرى، من ضمنها: إصابة الكلى الحادة، بمعدل 125.4 إصابة لكل 100.000 مريض بالفيروس، والانسداد الدموي الرئوي، بمعدل 61.7 إصابة لكل 100.000 مريض بالفيروس، وخُثار الوريد العميق، وهي حالة خطيرة من حالات تجلط الدم، بمعدل 43 إصابة لكل 100،000 مريض مصاب بفيروس كورونا.

وأضاف ليو، الأستاذ المساعد للطب وعلم الأحياء الدقيقة في كلية الطب في إيكان في ماونت سيناي: "كوفيد 19 مرض رهيب، لقد شاهدته يمزق عائلات ويقتل أصدقائي. وثمة مخاطر وفوائد لكل تدخل طبي. وفوائد التطعيم من كوفيد 19 تفوق مخاطره بلا شك".

كما نظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف مدسين" البريطانية، في مخاطر الأعراض الأخرى مثل تضخم العقد اللمفية والتهاب الزائدة الدودية وعدوى الهربس النطاقي في اللقاحات، مقابل عدوى كوفيد 19، ووجدت أن اللقاح لم يكن مرتبطاً بخطر كبير لدى معظم الحالات السلبية التي جرى فحصها.

وقالت غريس لي، وهي أستاذة في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة ستانفورد، في تعليق على الدراسة إن اللقاح - في الواقع - يحمي من بعض الحالات الوخيمة.

وتابعت لي: "الأكثر إقناعاً في هذه البيانات هو التأثير الوقائي الكبير للقاحات فيما يتعلق بالحالات الوخيمة، مثل إصابة الكلى الحادة والنزيف داخل الجمجمة وفقر الدم، ربما بسبب منع العدوى. علاوة على ذلك، يبدو أن الأشخاص المصابين بعدوى "سارس-كوف-2" معرضون لخطر عدم انتظام ضربات القلب، واحتشاء عضلة القلب، وخثار الأوردة العميقة، والانسداد الرئوي، والتهاب التامور، والنزيف داخل المخ، ونقص الصفيحات بشكل أكبر ممن تلقى لقاح "BNT162b2".

وأضافت إن هناك فائدتان رئيسيتان للقاحات الحمض الريبي التي أثبتت بواسطة كوفيد 19، "[أولاً] تطوير اللقاح يكون أسرع كثيراً عند العمل مع لقاحات الحمض الريبي مقابل اللقاحات المعطلة أو غيرها من المنصات التقليدية. [اثنان] لقاحات الحمض الريبي أنتجت بالفعل استجابات مناعية قوية بشكل لا يصدق".

وبينت دراسة أخرى من المملكة المتحدة أيضاً أن مرضى كوفيد 19 معرضون لخطر الإصابة بجلطات الدم بشكل أكبر من الأشخاص الذين تلقوا لقاحات "أسترا زينكا" أو "فايزر". ولقاح "أسترا زينكا" متوفر في المملكة المتحدة، وعلى عكس لقاح "فايزر" و"مودرنا" المستخدم في الولايات المتحدة، فهو لقاح من نوع الناقل الفيروسي.

رصدت هذه الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية البريطانية، 29 مليون شخص طعموا، وحوالي 1.7 مليون مريض بفيروس كوفيد 19.

ووجدت الدراسة زيادة خطر الإصابة بمتلازمة تجلط الدم بعد حقنة "أسترا زينكا" و "فايزر" الأولى. وكان هناك أيضاً خطر متزايد من تجلط الجيوب الوريدية الدماغية أو (خثار دموي في الجيوب الوريدية للدماغ) بعد الجرعة الأولى من اللقاحين، "والتي قد تكون إنذاراً محتملاً، على الرغم من أن الأعداد كانت صغيرة، وهناك حاجة إلى مزيد من التأكيد".

ومع ذلك، "كانت مخاطر هذه النتائج بعد التطعيم أقل بكثير من تلك المرتبطة بعدوى "سارس-كوف-2" لدى السكان نفسهم".

المصدر: CBS NEWS