حسن نصر الله: اتفقنا مع الإيرانيين على تحميل سفينة محروقات ثالثة باتجاه لبنان

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية الرابعة لتحرير الجرود الشرقية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية الرابعة لتحرير الجرود الشرقية

أوضح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى السنوية الرابعة لتحرير الجرود الشرقية، أن "المناسبة سميناها التحرير الثاني واعتبرناه عيد لأنها انتصار، وفي مثل يوم 28 آب يكون جدارنا وكياننا في السلسلة الشرقية في البقاع قد تخلصت من كل الجماعات الإرهابية المسلحة ويكون الأمن والسلام قد عاد إلى ربوعنا".

وأضاف: "إننا نصر على هذه الاحتفالات في عيد التحرير الثاني لأخذ العبر الحية وأخذ الدروس من التجربة المؤلمة وللتذكير بالأخطار والتهديدات التي كانت قادمة، ولنذكر بالتضحيات الجسام التي أدت إلى هذا الانتصار ولنحيي هذه التضحيات ونوجه التحية إلى أهلها".

وقال نصر الله إن "هذا الانتصار لم يأت بالمجان بل بالتضحيات والسهر والتعب وتحمل الحر والبرد القارس"، مؤكداً أن "ما حصل في جرود البقاع كان جزءاً من الحرب الكونية على سوريا، ولكن البعض يبسطون الأمر وهؤلاء يتجاهلون كل الحقائق"، وذكّر بأن " القتال الضاري الذي خاضه الجيش السوري والمجاهدين منع وصل تدمر بالقلمون وصولاً إلى الجرود، ولولا ذلك لكانت معركة تحرير الجرود أصعب وأشد".

وأكدّ أن "داعش وجبهة النصرة من منشأ واحد والخلاف بينهما سياسي وليس عقائدي، وداعش حظي بدعم غربي واضح، وكان الإعلام الخليجي قد تحدث في الأيام الأولى من ظهور داعش في العراق على أنهم ثوار، وأيضاً البعض ممن يعملون مع السفارات في لبنان ذهبوا للتضامن مع الجماعات التكفيرية في الجرود".

وبين نصر الله أن "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحدث كثيراً عن إنشاء داعش، واعترافات جنرالات أمريكيين تؤكد دور أمريكا في نشوئها، ومعركة تحرير الجرود كانت معركة سورية - لبنانية وشارك فيها من الجانب السوري الجيش السوري وقوات شعبية، ومن الجانب اللبناني شارك فيها لسنوات حزب الله والجيش اللبناني".

ولفت إلى أن "في الشق اللبناني عندما جاء هؤلاء وسيطروا على التلال والجبال والوديان، شاهدنا الهيمنة على بلدة عرسال وتهديد البلدات المجاورة، بمعزل عن الانتماء الديني لهذه البلدات، وقصف في عمق البقاع وسيارات مفخخة في المنطقة وصولاً إلى الضاحية الجنوبية"، مشيراً إلى أن "الجماعات التكفيرية في الشق اللبناني مارست الاعتداء على الجيش والقوى الأمنية، وتهديد باقي المناطق، مقابل تقاعس الحكومة اللبنانية عن مواجهة هذا التهديد".

واستطرد قائلاً: "السفارة الأمريكية كانت تضغط على الحكومة اللبنانية لمنع الجيش اللبناني من اتخاذ قرار مواجهة الجماعات التفكيرية، تحت طائلة وقف المساعدات للجيش اللبناني، ومقابل كل ذلك، كان هناك دعم للجماعات التكفيرية في الجرود وحتى أسلحة وذخائر وعتاد، ودعم إعلامي أيضاً، ومراجعة المواقف آنذاك تكشف زيف الادعاء بالحرص على السيادة".

وأشار نصر الله إلى أن "حزب الله اتخذ قرار التدخل بعد التيقن من قرار الدولة اللبنانية بالتخلي عن مواجهة هذا التهديد، وفي ظل ظروف مناخية صعبة، وكانت المواجهة في كل قمة وكل واد، وكثيرون من الشباب كانوا متطوعين، ولم يتلقوا رواتب، ومنهم تركوا وظائفهم وأعمالهم، وسقط شهداء وجرحى في الأيام الأخيرة، وتم تطهير تلك الجبال بشكل متأني ومدروس، لأننا كنا نبحث عن أقل كلفة في هذه المعركة، وقاتلنا جنباً إلى جنب وكتفاً إلى كتف إلى جانب الجيش اللبناني في الجرود".

واسترسل في حديثه، فقال "في الجزء اللبناني، الجيش اللبناني والمقاومة وأهل المنطقة دعموا مقاتلي المقاومة واحتضنوهم ومجدوهم، لأن أهل المنطقة يحفظون الجميل ولا ينكرونه، ويجب أن نذكر في الجزء السوري أو اللبناني سلاحنا وإمكاناتنا ودعمنا اللوجيستي يعود الفضل فيه لإيران"، مضيفاً إنه "في المقابل كانت أمريكا تدعم داعش وتمنع الحكومة اللبنانية وتضغط لمنع الجيش اللبناني من مواجهة هؤلاء في الجرود، ومجدداً انتصرت معادلة الجيش والمقاومة والشعب في التحرير الثاني كما في انتصار 14 آب"، لافتاً إلى أنه "في هذه الذكرى نقول لكل الإرهابيين والتكفيرين إن عدتم عدنا".

من جانب آخر، قال نصر الله إن "المشروع الأمريكي يتهاوى، ويتبين لنا وأن كل العناوين التي طرحت بعد 11 أيلول لغزو أفغانستان والعراق، ويتأكد أنها مجرد عناوين خادعة وقد كان الغرض الحقيقي هو الاحتلال ومصادرة خيرات البلاد، وعندما واجهت المقاومة العراقية انسحبت أمريكا، ثم عادت بحجة داعش".

وبخصوص ما حدث ويحدث في أفغانستان، أوضح نصر الله أن "ما نشهده في أفغانستان هو مشهد لهزيمة أمريكية كاملة وسقوط أمريكي كامل، وما جرى ويجري يجب أن يخضع للدرس، ومشهد من يريدون الخروج من كابل، وهم كانوا يتعاونون مع القوات الأمريكية وحلف الناتو، ومشهد الذين يسقطون من الطائرة وتركوا".

وتساءل نصر الله بخصوص كل من ينكر وجود حصار على لبنان، فقال: "إذا رجعنا للسنوات الماضية التي كانت فيها داعش موجودة بالجرود نجد نفس الأشخاص ونفس الأناس الذين كانوا ينكرون وجودها ينكرون وجود حصار الآن، وهنا لا أحد يتحدث عن حصار مطبق ولكن هل ذلك يعني أن لا وجود للحصار؟".

وتابع: "الأمريكيون منعوا الدول أن تقدم مساعدات أو أن تقوم باستثمارات في لبنان تحت طائلة العقوبات، ويتم تهديد المسؤولين اللبنانيين في حال قبول استثمارات صينية أو روسية بالعقوبات الأمريكية".

وأردف نصر الله إن "قانون قيصر كان حصاراً على لبنان أيضاً، وعندما بدأت الحرب تضع أوزارها، وانفتحت الأبواب أمام مشاريع إعادة الإعمار، كثير من الشركات والمصانع والتجار اللبنانيين يأملون بالذهاب إلى هناك، وكان من الممكن أن يضخ ذلك الحياة الاقتصادية إلى لبنان، وفي سوريا فتحوا الأبواب أمام كل من يساهم بإعادة الإعمار، ولكن قانون قيصر أغلق الأبواب أمام كل اللبنانيين وكل من يريد أن يستثمر في سوريا، البلد الوحيد البري المجاور للبنان".

وأضاف إنه "خلال 3 سنوات عندما قُطع طريق تحسين وضع الكهرباء، كم عانت الخزينة من الكهرباء؟ وكما عانى اللبنانيون؟ وهنا الجانب الأمريكي هو من يتحمل المسؤولية".

وشدد نصر الله على أن "الأيام آتية وحبل الكذب قصير، والحقائق ستظهر فيما يتعلق بالسفن المحملة بالمحروقات من إيران، وهنا أعلن أننا اتفقنا مع الأخوة الإيرانيين على البدء بتحميل سفينة محروقات ثالثة باتجاه لبنان، والحديث سيكون واضحاً عندما تصل السفينة الأولى".

المصدر: النهضة نيوز - وكالات