لم تعترف دول العالم بعد بشرعية حكم طالبان، رغم توليها الحكم في أفغانستان، إلا أن العديد من الدول واصلت إجراء المباحثات مع قادة الحركة لأنها الحاكم الفعلي لأفغانستان بحكم الأمر الواقع، فيما تترقب الدول مسار الوضع في أفغانستان وكيف ستنفذ طالبان وعودها بالسلام والإصلاح وتشكيل حكومة موحدة شاملة واحترام الحقوق كي يتخذوا خطوة إقامة العلاقات معها.
وبحسب موقع روسيا اليوم، فقد حددت موسكو شرطاً أمام اعترافها الرسمي بالسلطات الأفغانية الجديدة، مؤكدة تطلعها إلى تنفيذ طالبان لتعهداتها الإيجابية عملياً قبل الحديث عن الاعتراف.
فقد أوضح نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف، في مقابلة حصرية مع وكالة "نوفوستي، الموقف الروسي من الاعتراف الرسمي بالسلطات الأفغانية الجديدة قائلاً: "لا يجوز الاستعجال في هذا الموضوع".
وأضاف مورغولوف: "بالنسبة لمسألة الاعتراف الرسمي، علينا أولا انتظار تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، والتي يجب أن تمثل جميع القوى السياسية، بما في ذلك الأقليات العرقية، وبعد ذلك تحديد موقفنا، لا داعي للاستعجال هنا".
وتابع الدبلوماسي الروسي القول: "أعتقد أنه لا توجد دواعي لتهويل الوضع في أفغانستان، لقد أعلنت السلطة الجديدة عن انتهاء القتال وعن العفو العام على الموظفين في الدولة، وأعلنت عن عزمها تشكيل حكومة ائتلافية شاملة، واحترام حقوق المرأة، بالطبع، ضمن النظام القانوني الإسلامي، وكذلك الحفاظ على حرية الإعلام، كما أعلنت، وهذا الأهم، عن رغبتها في القضاء على إنتاج المخدرات في البلاد، نحن نعتبر كل هذا على أنه إشارات إيجابية ونتطلع الى تنفيذها عمليا".
وأشار مورغولوف إلى أن موسكو تأمل بصدق أن تتمكن الأطراف الأفغانية المعنية من التوصل إلى توافق سياسي، و"تشكيل هيكل جديد لسلطة الدولة يأخذ في الاعتبار مصالح الشعب الأفغاني بأكمله".
وتجدر الإشارة إلى أن طالبان تولت الحكم في أفغانستان منتصف الشهر الماضي بعد هروب الرئيس الأفغاني أشرف غني ودخولها العاصمة الأفغانية كابول وسيطرتها على معظم المناطق الأفغانية باستثناء ولاية بنجشير التي أعلنت قيام جبهة مقاومة ضد طالبان.
ويذكر أن مفاوضات تجري بين طالبان وقيادة بنجشير إلا أنه لم يتم التوصل إلى أي نتيجة حتى الآن بحسب ما ذكره أحد قادة طالبان اليوم، مما ينذر بوقوع حرب وشيكة.
المصدر: روسيا اليوم