وزير الدفاع البريطاني بن والاس

أخبار

وزير الدفاع البريطاني: الولايات المتحدة لم تعد قوة عظمى

2 أيلول 2021 18:40

لفتت صحيفة "الغارديان"، اليوم الخميس، إلى أن وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، قال في مقابلة إنه لم يعد من الممكن عدّ الولايات المتحدة قوة عظمى، وفرّق أيضاً بين تعامل وزارته مع أزمة أفغانستان وتعامل وزارة الخارجية البريطانية المثقل بالمشاكل.

جاءت هذه التعليقات الحادة في وقت تصاعد التوترات المحلية والعابرة للأطلسي بسبب الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وظهرت في مقابلة والاس مع مجلة "اسبكتاتور"، بعد أيام من إجلاء القوات الغربية الأخيرة من كابل.

وعندما سئل والاس إن كان الخروج من أفغانستان أظهر حدود القوة البريطانية على المسرح العالمي، أجاب: "من الواضح أن بريطانيا ليست قوة عظمى"، قبل أن يحول تركيزه إلى الولايات المتحدة، إذ لفت إلى أن "القوة العظمى غير المستعدة للالتزام بشيء، قد لا تكون على الأرجح قوة عظمى أيضاً.. إنها بالتأكيد ليست قوة عالمية، بل مجرد قوة كبيرة".

وفي هذا الصدد، أقر مقربون من وزير الدفاع بأن من الممكن قراءة تصريحاته على أنها تستهدف الولايات المتحدة، وأكد أحد المطلعين أن الوزير البريطاني كان يؤكد على أهمية الإرادة السياسية بالإضافة إلى القوة العسكرية المطلقة.

وفرّق والاس أيضاً بين تعامل وزارة الدفاع مع أزمة الإجلاء وتعامل وزارة الخارجية، ففي نهاية الأسبوع، تبين أن مسؤولين من إدارة وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب فشلوا في قراءة آلاف رسائل البريد الإلكتروني من أعضاء البرلمان والجمعيات الخيرية التي توضح بالتفصيل الحالات العاجلة للأفغان الذين يحاولون الفرار من كابل.

بيد أن وزير الدفاع أكد أن هؤلاء الأفغان كانوا على رأس قضايا وزارة الدفاع، وهم مجموعة محددة من المترجمين الفوريين الأفغان وعائلاتهم، ولا يزال حوالي 1000 منهم محاصرين في البلاد بعد انتهاء النقل الجوي لسلاح الجو الملكي البريطاني في نهاية الأسبوع.

وأضاف "لدينا جميعاً "صندوق وارد" مليء في البريد الإلكتروني، وقد حللنا بالفعل بريدنا الإلكتروني، وأرسلنا محللي استخبارات دفاعيين ليساعدوا في التعامل مع الأمر"، مؤكداً أنه جرى مناقشة الأفراد على الأرض بشكل متكرر، لحد أنه "وصل إلى النقطة التي تعرفت فيها على الأسماء المتداولة، لأن الكثير من الأشخاص كانوا يرسلون بريداً إلكترونياً إلى الشخص نفسه".

وقال وزير الدفاع إنه اعتقد في البداية أن "اللعبة انتهت" في أفغانستان وأن الحكومة التي يدعمها الغرب ستسقط "في تموز/يوليو"، وأنه يجب تسريع خطط إبعاد الدبلوماسيين البريطانيين والمترجمين الأفغان وغيرهم.

ويجدر ذكر أن وزير الخارجية راب، قال أمس الأربعاء للنواب إنه يعتقد أن العاصمة الأفغانية ستظل آمنة حتى العام المقبل، وهي وجهة نظر يدعمها التقييم الاستخباراتي السائد، ثم ذهب في إجازة إلى فندق فخم في جزيرة كريت في 6 آب/أغسطس، ولم يعد إلا بعد سقوط كابل بعد 10 أيام، وخلال ذلك الوقت كان والاس في المملكة المتحدة، ونشر القوات البريطانية في المطار أثناء تقدم طالبان.

ليست هذه هي المرة الأولى التي ينتقد فيها والاس الولايات المتحدة علناً، ففي منتصف آب/أغسطس، عندما بدأت طالبان بتحقيق مكاسب كاسحة في أفغانستان، وصف وزير الدفاع اتفاق دونالد ترامب للسلام لعام 2020 مع طالبان بأنه "خطأ استراتيجي.. يسبب الكثير من المشاكل".

مع ذلك، أذن خليفة ترامب، جو بايدن، بالانسحاب النهائي في نيسان/أبريل، ما خيب آمال المملكة المتحدة التي أرادت البقاء. لكن بدون القوات الأمريكية، لم تتمكن بريطانيا من حشد قوة دفاع بديلة ذات مصداقية، فاضطرت للانضمام إلى عملية الإجلاء الجماعي الشهر الماضي.

المصدر: صحيفة الغارديان