نجح باحثون من الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا مع زملائهم العلماء الروس في إتقان مادة طبية أساسية مع تأثير ذاكرة الشكل، ووفقاً للمؤلفين، يمكن أن يساعد تطويرهم بشكل كبير في عمل الجراحين وتحسين جودة الجراحة.
مادة " البوليلاكتيد" لتبسيط عمل الجراحين
ومادة "بوليلاكتيد" هي بوليمر يستخدم في الجراحة لتثبيت الخيوط والمهام الإضافية الأخرى، وتتميز بتوافقها الحيوي العالي وقابليتها للتحلل الحيوي، وتتكون من جزيئات حمض اللاكتيك، والتي تلعب دوراً مهماً في عملية التمثيل الغذائي، ويتم إنتاجه من مواد نباتية منخفضة التكلفة تحتوي على نسبة عالية من السكر.
كما لمادة البوليلاكتيد تأثير ذاكرة شكل مميز، وبعد التشوه، يمكن أن يعود بسرعة إلى حالته الأصلية، وقال العلماء في الجامعة أن هذا يجعل البوليمر مناسباً على النحو الأمثل لتطوير غرسات "ذاتية التركيب"، حيث تُستخدم هذه الغرسات لعلاج عيوب العظام التي لا تتحمل مادة داعمة.
وأوضح العلماء أن استخدام مثل هذه الغرسات سوف يتجنب التعديل الذي يستغرق وقتاً طويلاً في المنطقة المصابة، مما يسهل عمل الجراح بشكل كبير ويقلل من وقت الجراحة، ويمكن تصغير المنتج بالشكل المطلوب إلى حجم مريح ووضعه في موقع العيب ثم تسخينه، مما يسمح للغرسة بأخذ الموضع المطلوب بنفسها.
عيب مادة البوليلاكتيد
ووفقاً للعلماء، فإن البوليلاكتيد له عيب واحد ملحوظ، وهو درجة حرارة التشغيل التي يتم فيها تنشيط تأثير ذاكرة الشكل، وهي 55-65 درجة مئوية، والتي تُعتبر عالية جداً للعمل مع الأنسجة البشرية، ولذلك طور الباحثون مركب بوليمر جديد يعتمد على عديد اللاكتيد يأخذ الشكل القديم بالفعل عند 45 درجة مئوية، وهو مقبول تقريباً عند التعرض قصير المدى للجسم.
والمادة الجديدة عبارة عن مصفوفة من عديد حمض اللبنيك مع شوائب كروية من بوليمر آخر، وهو بولي كابرولاكتون، ويتم إنتاج المادة عن طريق الخلط الميكانيكي في غرفة ساخنة.
هذا وتم تنفيذ العمل بمشاركة علماء من جامعة ولاية كوسيجين في روسيا، وفي المستقبل، يخطط فريق البحث لتحسين الخصائص التجديدية للمادة عن طريق إضافة سيراميك نشط بيولوجياً، بالإضافة إلى تطوير طرق جديدة غير مرتبطة بدرجة الحرارة لتفعيل تأثير ذاكرة الشكل.
المصدر: سبوتنيك إنترناشيونال