السفير الروسي لدى لبنان أطلق مشروع توأمة بعلبك مع مدينة كراسنوغورسك الروسية

السفير الروسي لدى لبنان أطلق مشروع توأمة بعلبك مع مدينة كراسنوغورسك الروسية

شهدت مدينة بعلبك، اليوم الجمعة، زيارة السفير الروسي لدى لبنان، ألكسندر روداكوف، في أول زيارة له منذ توليه مهامه، حيث أطلق مشروع توأمة المدينة مع مدينة كراسنوغورسك الروسية التي تقع ضمن محافظة موسكو، والتي ترتبط بتوأمة مماثلة مع مدن: هوشتات أن در آيس الألمانية، زايو المغربية، أنتيب الفرنسية، خورلا الهولندية، توكوموس الليتوانية، أربين الأوكرانية، وسانيا الصينية.

وكان مركز محافظة بعلبك الهرمل محطة السفير الأولى، حيث التقى المحافظ بشير خضر، ورافقه المستشار الثقافي للسفارة في بيروت، فاديم زايتشكوف، ورئيس المركز الثقافي الروسي اللبناني ناجي العطار والدكتور علي قاسم.

مساعدات للشعب اللبناني

وأكد السفير روداكوف على أهمية الزيارة، قائلاً: "هذه الزيارة بالطبع مهمة، وبحسب مهامي من المفترض أن أزور كل المناطق اللبنانية للتعرف على كل أنحاء الجمهورية اللبنانية وكيفية عيش الناس، والاطلاع على المشاكل والصعوبات التي يعانون منها، إذ إن روسيا البلد المعروف والصديق القديم للبنان، يستطيع تقديم المساعدات للشعب اللبناني".

ورحب بتشكيل الحكومة، وتمنى أن يتمكن الشعب اللبناني والقيادة اللبنانية في هذه الفترة من "الخروج من هذه الأزمة التي يعانون منها منذ عدة سنوات"، مؤكداً أن "روسيا جاهزة دوماً للتعاون ولتقديم الدعم اللازم للبنان على المستويين السياسي والاقتصادي".

وأعرب السفير الروسي عن سعادته "بزيارة مدينة بعلبك المجيدة والمعروفة في كل العالم، فبعلبك تحتوي على آثار تاريخية رائعة، كما سررت باستضافة بلدية بعلبك للحفلة الموسيقية الروسية، والتي كانت ناجحة جداً".

وشدد على أن لبنان يمر بـ "الكثير من الصعوبات والأزمات ولكن هذه ليست نهاية الحياة، ويجب أن يكون لدى الناس الأمل، وروسيا في مجالي الثقافة والتعليم قريبة جداً من الشعب اللبناني"

وتابع: "أريد أن أغتنم الفرصة لتوثيق علاقات التعاون بين مدينة بعلبك وأي مدينة روسية، ففي روسيا الكثير من المدن في ريف موسكو ترغب بالتعاون والتوأمة مع مدينة بعلبك، قد لا يكون عند تلك المدن التاريخ الحافل بالمعالم الأثرية مثل مدينتكم التاريخية، ولكنها بالتأكيد تتمتع بنشاط اقتصادي وسياحي هام، ونعلن اليوم العمل لتوأمة بعلبك مع مدينة كراسنوغورسك الشهيرة".

وقال في ختام زيارته: "روسيا الاتحادية تشهد حالياً نمواً كبيراً جداً، ولم يكن لروسيا في يوم من الأيام أي أطماع استعمارية أو احتلال في لبنان والبلاد العربية، سواء في العهد القيصري أو زمن الاتحاد السوفياتي، أو في أيام روسيا الاتحادية، بل نحن كنا هنا ولا نزال نقدم الخدمات التعليمية والثقافية لشعوب الشرق الأوسط".

عودة النازحين السوريين

من جانبه، أعرب المحافظ خضر عن سعادته باستقبال السفير روداكوف، وقال: "شرحت لسعادته الأزمات المتتالية التي عشناها في هذه المحافظة، ولاسيما موضوع النزوح، وثمنت وقدرت عالياً الدور الروسي بشأن العمل على عودة النازحين السوريين إلى ديارهم".

وأكد أن "هناك تاريخ من العلاقات يجمع أبناء بعلبك الهرمل مع روسيا، حيث أن الكثير من أبناء هذه المنطقة درس في روسيا وتزوج من سيدات روسيات، وثمة بشرى أطلقها لنا السفير روداكوف تتعلق بتوأمة يعمل عليها بين بعلبك وإحدى المدن الروسية".

وشكر السفارة الروسية على "زيادتها المنح الدراسية للطلاب اللبنانيين التي تخطت 300 منحة دراسية، بخاصة في ظل الظروف الصعبة والاستثنائية التي يعيشها لبنان، بالإضافة إلى معاناة أهالي الطلاب نتيجة صعوبة تحويل الأموال للطلاب في الخارج".

الدور الروسي في لبنان والمنطقة

والتقى السفير الروسي والوفد المرافق رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق وأعضاء المجلس البلدي، حيث ورحب بلوق بالوفد، وقال: "نشكركم بداية على الجهود التي تقومون بها وعلى دوركم المحوري سواء في لبنان أو في سوريا أو على صعيد الوطن العربي والمنطقة، ونحن نأمل منكم كل الخير، وننتظر منكم الكثير من التقديمات للبنانيين".

كما شكر بلوق المستشار الثقافي، فاديم زايتشكوف، على "الحفل الموسيقي الذي أحيته إحدى أرقى الفرق الروسية في قلعه بعلبك، والذي كان له صدى إيجابي على صعيد المنطقة في ظل هذا الوضع الصعب، وأعطى هذا الحفل الأمل للبنانيين بعودة النشاط لمدينه بعلبك وإلى قلعتها التي لطالما كانت المتميزة بإحياء المهرجانات الدولية، وباستقبال كبرى وأعظم الفرق العالمية، ونتمنى ألا تكون هذه الخطوة يتيمة، وأن يتبعها خطوات لاحقة لأهميتها على مختلف الصعد السياحية والثقافية والفنية وتبادل الخبرات بين لبنان وروسيا الاتحادية".

ورأى بلوق أن "الدور الذي تلعبه روسيا في المنطقة أعطى الأمل للبنانيين والسوريين ولكل الدول المستضعفة بأن هناك دولة عظمى تقف إلى جانبها، ونأمل منكم الوقوف إلى جانب لبنان والبلديات في ظل هذا الوضع الصعب، فللبلديات دور أساسي وهي تقوم بالكثير من الأعمال نيابة عن وزارات الدولة"، معرباً عن أمله بأن "يصار إلى توأمة مدينه بعلبك مع مدينة أثرية روسية تساهم في تفعيل السياحة".

المنح الدراسية الروسية

وأشاد العطار بـ "العلاقات الطيبة التي تجمع بين أهالي بعلبك الهرمل وروسيا الاتحادية، والامتنان الكبير لروسيا حكومة وشعباً لما تقدمه من منح دراسية سنوياً وفق معايير شفافة، استفاد منها آلاف اللبنانيين، وهي بالتأكيد تساهم في تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين في ظل الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها بلدنا لبنان".

الوكالة الوطنية للإعلام