أعلن حلف شمال الأطلسي، أمس الأربعاء، أنه قرر تقليص عدد الأعضاء المعتمدين للبعثة الدبلوماسية الروسية لدى الحلف من 20 إلى 10 أشخاص، كما طرد 8 أفراد بذريعة أنهم "استخباراتيون"، ما دفع الخارجية الروسية للرد بلسان متحدثتها ماريا زاخاروفا، التي قالت إن قرار الناتو بإلغاء اعتماد طاقم البعثة الروسية لدى الناتو لم يكن مفاجئاً لموسكو، لكنها فوجئت بـ "وقاحتها"، وأكدت أن روسيا سترد.
وأوضحت زاخاروفا: "أُخطر الجانب الروسي بذلك رسمياً أمس الأربعاء. هذه الخطوة من جانب الناتو لم تكن مفاجئة، لكنها أثارت الاستغراب لوقاحتها، ولعدم تقديم تفسير رسمي لأسبابها".
وأضافت: "لماذا لم تكن مفاجأة؟ لأن عدد بعثتنا الدائمة قد تم تخفيضه بالفعل في كل من 2015 و2018. الحديث يدور عن خط الناتو المطرد"، مؤكدة أن موسكو سترد على قرار الناتو، ويجري العمل لاتخاذ إجراءات مضادة.
وأردفت: "أود أن أقدم دليلاً آخر على أن أفعال وتدابير وتصريحات الناتو لا أساس لها من الصحة وتتسم بالنفاق. قبل فترة وجيزة طلبوا تعيين ممثل روسي دائم في بروكسل، وعدم حصر الاتصالات على مستوى القائم بأعمال"، مشيرة إلى أنه بات واضحاً عدم رغبة الناتو وأعضائه في التعاون.
ولفت الكرملين، اليوم الخميس، إلى أن إقدام الناتو على خفض حجم البعثة الروسية "يقوض تماماً" آمال عودة العلاقات إلى طبيعتها واستئناف الحوار مع التكتل. وقال ديميتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين في مؤتمر صحافي: "هناك تناقض واضح بين تصريحات ممثلي الحلف بشأن رغبتهم في تطبيع العلاقات مع بلادنا وبين تصرفاتهم الفعلية".
وأضاف بيسكوف إن "تصرفات الحلف لا تشير إلى إمكانية تطبيع العلاقات واستئناف الحوار". مردفاً: "في الواقع فإن هذه الاحتمالات قوضت بالكامل تقريباً".
واتهم ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي الحلف أمس الأربعاء بالازدواجية. وتعهد مشرع موال للكرملين بأن موسكو سترد لكن قد لا يكون ردها بالضرورة باتخاذ خطوة مماثلة.
وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اليوم الخميس، في مؤتمر صحفي بعد اجتماع في بروكسل مع مستشارين أمنيين في الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف، أن قرار الحلف الأربعاء سحب أوراق اعتماد ثمانية أفراد من البعثة الروسية في بروكسل "كان أمراً لا بد منه" في مواجهة الزيادة في الأنشطة الروسية "الخبيثة" في أوروبا.
وقال إن الأمر "ليس مرتبطاً بحدث محدد، لكننا اكتشفنا أن (أفراداً من البعثة الروسية) هم عملاء من الاستخبارات الروسية غير معلنين، تحت تغطية، ولاحظنا زيادة في الأنشطة الخبيثة التي تقوم بها روسيا، على الأقل في أوروبا. كان ينبغي علينا التحرك". وقرر الحلف خفض عدد المناصب التي يمكن لروسيا اعتمادها لديه إلى النصف لتصبح 10 أفراد بدلاً من 20 فرداً.
النهضة نيوز - وكالات