دراسة جديدة تكشف سبب نمو ضرس العقل في وقت متأخر جداً عند البشر مقارنة بالشمبانزي

منوعات

دراسة جديدة تكشف سبب نمو ضرس العقل في وقت متأخر جداً عند البشر مقارنة بالشمبانزي

8 تشرين الأول 2021 14:34

توصلت دراسة جديدة إلى أن نمو الجسم البطيء على مدار الحياة، وكذلك الفكين الأقصر والوجوه المنكمشة لدى البشر مقارنة بتلك الموجودة في الشمبانزي، يمكن أن يفسر سبب نمو الضرس في البشر في وقت متأخر أكثر من أبناء عمومتنا من الرئيسييات.

أضراس العقل عند الشمبانزي


فبينما يحصل الشمبانزي على أضراس بالغة، وهي أسنان المضغ باتجاه مؤخرة الفم، عندما يبلغون من العمر ثلاثة أوستة أو 12 عام، ينمو البشر في حوالي 6 و 12 و 18 عاماً، وتمتد هذه المرحلة إلى البلوغ.

لعدة عقود، عرف العلماء الارتباط الوثيق في الرئيسيات بين سرعة ظهور الأضراس البالغة في الفم مع المعدل الإجمالي لنمو الجسم.

نمو أضراس الأسنان

ووفقاً لعلماء الأنثروبولوجيا، "علم تطور الإنسان"، ينمو الإنسان الحديث ببطء شديد وتظهر أضراسه البالغة في وقت متأخر جداً من الحياة، بعد أي رئيسي آخر حي أو منقرض.

وقالت مؤلفة الدراسة هالزكا غلواكا من جامعة أريزونا في بيان: "أحد ألغاز التطور البيولوجي البشري هو كيفية حدوث التزامن الدقيق بين ظهور أضراس الرحى وتاريخ الحياة وكيف يتم تنظيمهم".

وفي الدراسة الحالية، حلل العلماء جماجم الرئيسيات وطوروا نموذجاً يشرح التنسيق بين نمو الوجه وآليات عضلات المضغ.

متى تظهر أضراس المضغ

ونظراً للتناسب الدقيق بين وتيرة نمو الوجه وظهور الأضراس، يقولون أن أسنان المضغ هذه تأتي فقط عندما يتم إنشاء مساحة كافية "آمنة ميكانيكياً".

ويقول الباحثون أنه إذا ظهرت الأضراس "قبل الموعد المحدد"، فإن الأسنان ستعطل الوظيفة الدقيقة لجهاز المضغ بأكمله وتتسبب في تلف الفك.

ويقولون أن هذا الفهم يمكن أن يساعد في التنبؤ ليس فقط بمواضع ظهور الأضراس البالغة في الفم ولكن أيضاً متى سيحدث ذلك.

ونظراً لأن الأضراس لا تظهر إلا عند حدوث نمو كافٍ للوجه، يعتقد العلماء أن "التفاصيل الدقيقة للنموذج يمكن استكشافها في المزيد من العينات للمساعدة في فهم ظاهرة ضروس العقل المتأخرة عند البشر."

وفي البحث، ابتكر العلماء نماذج ميكانيكية حيوية ثلاثية الأبعاد للجماجم في حوالي عشرين نوع مختلف من الرئيسيات تتراوح من الليمور الصغير إلى الغوريلا.

وتضمنت هذه النماذج أيضاً مواقع التعلق لكل عضلة مضغ رئيسية، طوال فترة النمو في هذه الرئيسيات.

ومن خلال محاكاة نمو الفك بمعدلات مختلفة في كل من هذه النماذج الرئيسية، يمكن للعلماء فهم الطريقة التي يتزامن بها كل من الأضراس الناشئة مع نظام المضغ المتنامي والمتحرك للفك.

وأشار العلماء في بيان إلى أن "العلاقة الدقيقة الميكانيكية الحيوية بين الوجوه المتنامية وعضلات المضغ المتنامية تؤدي إلى علاقة قوية وتنبؤية بين تطور الأسنان وتاريخ الحياة".

في البشر، يكون تأخر ظهور الأضراس نتيجة لتطور النمو البطيء للوجه بشكل عام إلى جانب الفكين القصيرين والوجوه التي تقع مباشرة تحت دماغنا.

نمو الفكين ببطء

وقال غاري شوارتز، مؤلف مشارك في الدراسة: "اتضح أن فكينا ينموان ببطء شديد، ويرجع ذلك على الأرجح إلى تاريخ حياتنا البطيء بشكل عام، وبالاقتران مع وجوهنا القصيرة، يتأخر ظهور الاضراس لحين توفر مساحة آمنة ميكانيكياً، أو بقعة مناسبة إذا صح التعبير".

هذا ويعتقد العلماء أن النتائج يمكن أن تساعد في تعزيز الفهم السريري لموضوع ضرس العقل.

المصدر: الإندبندنت