السفير الفرنسي لدى أستراليا: لا أفهم كيف أمكنهم أن يكذبوا علينا هكذا

السفير الفرنسي لدى أستراليا: لا أفهم كيف أمكنهم أن يكذبوا علينا هكذا

خلال حديثه لوكالة "أسوشييتد برس"، أمس الجمعة، قبل أن يعود إلى مكتبه في كانبيرا، عن "الطعنة" التي تلقتها فرنسا من حليفتها الولايات المتحدة، ذكر سفير فرنسا في أستراليا، جان بيير تيبو، أنه صدم من الطريقة التي كذب عليه المسؤولون الأستراليون، وأثاروا مخاطر مواجهة في آسيا بعقدهم صفقة غواصات مع واشنطن ولندن قوضت الثقة في التحالفات الديمقراطية.

وأكد تيبو في تصريحه عزم بلاده على حماية مصالحها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتعزيز استراتيجية أوروبا الجيوسياسية تجاه نفوذ الصين المتنامي، وقال: "الطريقة التي تتعاملون بها مع حلفائكم لها صدى في المنطقة.. منطق المواجهة ليس جيداً للسلام والاستقرار في المنطقة. نعتقد أننا يجب أن نتصرف بطريقة أخرى".

وتابع: "لا أفهم كيف كان أمكنهم أن يكذبوا مثل هذه الكذبة.. لا أفهم كيف كان هؤلاء، والعديد منهم أعرفهم، قادرين على الكذب في وجهي طيلة 18 شهراً"، في إشارة إلى المسؤولين الأستراليين الذين عمل معهم.

وأشار تيبو إلى أن بلاده تصنع غواصات تعمل بالطاقة النووية، وقال إن أستراليا رفضتها عندما أبرمت اتفاقها لأول مرة في عام 2016، واختارت الغواصات التي تعمل بالديزل بدلاً من ذلك.

وأكد الدبلوماسي الفرنسي أن فرنسا تتجه الآن إلى "شركاء آخرين موثوق بهم في المنطقة"، وهي الهند واليابان وكوريا ونيوزيلندا، لافتاً إلى أن تعزيز استراتيجية الاتحاد الأوروبي في المحيطين الهندي والهادئ سيكون أولوية بالنسبة لفرنسا حيث تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد في الأول من كانون الثاني/يناير المقبل.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الأربعاء الماضي، أمام لجنة برلمانية إن السفير سيعود إلى أستراليا للمساعدة في "إعادة تحديد شروط" العلاقة الثنائية والدفاع عن المصالح الفرنسية في إنهاء العقد. ومن المتوقع أن يغادر تيبو إلى كانبيرا الأسبوع المقبل.

ورحب رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون بالقرار، قائلاً إن العلاقات الثنائية أكبر من عقد الغواصة الملغى. لكن تيبو اعتبر أنه لا يزال هناك عمل يجب القيام به قبل عودة العلاقة إلى طبيعتها.

واستدعت الحكومة الفرنسية تيبو إلى باريس الشهر الماضي مع السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة، بعد أن عقدت أستراليا اتفاقاً مع الولايات المتحدة من أجل الحصول على أسطول من ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية مبنية باستخدام التكنولوجيا الأمريكية، إذ ألغى هذا الاتفاق بين واشنطن ولندن وكانبيرا، الذي فاجأ المسؤولين الفرنسيين، عقداً سابقاً بقيمة 66 مليار دولار مع أستراليا لشراء 12 غواصة تقليدية تعمل بالديزل والكهرباء من شركة فرنسية.

وتعتقد فرنسا أن الصفقة أضرت بالتحالفات القديمة، وجرى تجاهل مصالحها في المحيط الهادئ، حيث لفرنسا مليونا مواطن و7 آلاف جندي في مناطق تابعة لباريس.

روسيا اليوم