دراسة جديدة تؤكد أن فيروس كورونا لم ينشأ في كهف "موجيانغ" بالصين

علوم

دراسة جديدة تؤكد أن فيروس كورونا لم ينشأ في كهف "موجيانغ" بالصين

10 تشرين الأول 2021 17:24

يعيش العالم في السنة الثانية لوباء فيروس كورونا، لكن أصول المرض، الذي سبب ما يقرب من 5 ملايين وفاة، وفقاً لجامعة جونز هوبكنز، لا تزال غامضة، مع تقديم العلماء تفسيرات مختلفة، بما في ذلك تفسير يشير إلى أن الفيروس ظهر بسبب تسرب في معمل صيني.

فيروس سارس كوفيد-٢


لم ينشأ فيروس سارس كوفيد-2 في كهف في مقاطعة يونان الصينية، حسبما زعمت مجموعة من العلماء الفرنسيين، ففي العام الماضي، نشرت مجموعة من الباحثين الهنود مقالاً، اقترحوا فيه أن كهف "موجيانغ" يمكن أن يكون مكان ولادة فيروس كورونا الجديد، حيث تم اكتشاف فيروس مشابه لسارس كوفيد-2 في موجيانغ في عام 2012.

وفي ذلك الوقت، أصيب ستة من عمال المناجم بمرض تنفسي حاد بعد تنظيف الكهف من براز الخفافيش من أجل استخراج النحاس، وتراوحت أعمار الرجال بين 30 و 60 وتوفي ثلاثة منهم بسبب المرض، وكشف فحص لاحق أن عمال المناجم أصيبوا بفيروس كورونا المسمى RaTG13، حيث تم جمع عينات من الفيروس بواسطة معهد ووهان لعلم الفيروسات.

اقترح العلماء الهنود أن RaTG13 كان قريباً من فيروس سارس كوفيد-2، لكن زملاءهم الفرنسيين زعموا عكس ذلك.

كوفيد-١٩

وفقاً للنتائج الأولية لدراستهم، التي ستنشر العام المقبل، أظهر الأفراد المصابون بـ RaTG13 أعراض مختلفة تماماً عن تلك التي أظهرها مرضى كوفيد-19، كما تساءلوا عن سبب عدم إصابة الأطباء والأشخاص الذين كان عمال المناجم الصينيون على اتصال وثيق بهم بالمرض.

وأظهرت الدراسة بأثر رجعي للتقارير الطبية لعمال المناجم أنه على عكس مرضى كوفيد-19، فإنهم كانوا يسعلون الدم والمخاط، وأظهر التصوير المقطعي المحوسب أن عمال المناجم لم يكن لديهم ندبات في الرئة شوهدت في العديد من مرضى كورونا في المستشفى.

وجاء في الدراسة: "يجب أن يتساءل المرء أيضاً لماذا الفيروس الذي قتل أكثر من 5 ملايين وأصاب أكثر من 200 مليون في 18 شهر لم يتسبب في أي مرض خلال 7 سنوات من 2012 إلى 2019".

هل تم استبعاد تسرب المختبر؟

في بداية الوباء، أكد العلماء أن فيروس سارس كوفيد-2 نشأ في الخفافيش ثم قفز إلى حيوان وسيط، وهو على الأرجح آكل النمل الحرشفي، قبل إصابة البشر، ومع ذلك، ومع تقدم الوباء، ظهرت نظرية أخرى، وهي أن تفشي المرض بدأ بسبب تسرب في مختبر في مدينة ووهان الصينية، حيث تم الإبلاغ عن الحالات الأولى للمرض، أو أن المرض من صنع الإنسان، وتم رفض كلا الفرضيتين باعتبارهما نظرية مؤامرة جامحة، حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه "من غير المحتمل للغاية" أن يكون فيروس كوفيد-19 من صنع الإنسان.

ومع ذلك، ومنذ الربيع، كان هناك تغيير في الموقف تجاه سيناريو التسرب في المختبر، والذي بدأ بعد أن كتبت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن وثائق لم يكشف عنها سابقاً كتبها مجتمع الاستخبارات الأمريكية، أن ثلاثة موظفين في معهد ووهان لعلم الفيروسات سعوا للحصول على رعاية طبية لمرض مشابه لكوفيد-19، قبل ثلاثة أسابيع من إبلاغ السلطات الصينية عن أول حالة إصابة بالفيروس.

وأسفر تحقيق لاحق أجرته إدارة بايدن عن تقرير غير حاسم، حيث انقسم الخبراء حول ما إذا كان الوباء قد بدأ بسبب انتشار من الطبيعة أو تم تسريبه عن طريق الصدفة، ومع ذلك، ذكر التحقيق أن المرض لم يتم تطويره كسلاح بيولوجي.

هذا ويجادل العلماء الفرنسيون بأن نتائج دراستهم تدحض المزاعم السابقة حول التسرب المختبري.

المصدر: سبوتنيك إنترناشيونال