وفاة وزير الخارجية الأمريكي السابق كولين باول بسبب مضاعفات فيروس كورونا

وفاة وزير الخارجية الأمريكية السابق كولين باول

وفاة وزير الخارجية الأمريكي السابق كولين باول بسبب مضاعفات فيروس كورونا

جاءت أولاً الإشعارات الفورية: توفي كولين باول، أول وزير خارجية أمريكي أسود، عن عمر يناهز 84 عاماً بسبب مضاعفات فيروس كوفيد-19، ثم جاء السؤال الحتمي حول حالة تلقيح باول: في الواقع، أكدت عائلته أنه تلقى اللقاح الكامل ضد المرض، ثم النقاشات اللازمة حول إرثه، "مبكر جداً" بالنسبة لأولئك الذين يتمتمون حول كيف أن هنري كيسنجر لا يزال على قيد الحياة بطريقة ما، ثم، أخيراً، التسييس الثانوي لوفاة باول، والتعليق ليس عن حياته و سجل السياسة ولكن عن وفاته نفسها.

قناة فوكس نيوز

قال جون روبرتس من قناة فوكس نيوز، قبل حذف تغريدته: "حقيقة وفاة كولين باول من عدوى فيروس كورونا المستجد تثير مخاوف جديدة بشأن مدى فعالية اللقاحات على المدى الطويل".

من الطبيعي أن يسبب موت باول بعض القلق، ولكن العديد من العناوين المبكرة أغفلت السياق المهم الذي مفاده أنه كان يحارب أيضاً الورم النقوي المتعدد، وهو "نوع من سرطان الدم يضر بقدرة الجسم على مكافحة العدوى"، ومع ذلك، فإن أي نفحة من اللقاحات قد لا تمنح المناعة الكاملة ضد فيروس كوفيد-19، وفي وقت قصير، كانت عبارة "محصن بالكامل"، تنتشر على تويتر.

هل لقاحات فيروس كورونا تمنع الموت؟

ومع ذلك، وبدون أي تضليل سياسي أو إغفال غير مسؤول، فإن وفاة باول هي دليل على الحالة الواقعية للتطعيم، لم يكن الغرض من اللقاحات أبداً منع أي شخص من الموت بسبب فيروس كورونا، لأن هذه ببساطة ليست الطريقة التي يعمل بها اللقاح، فهدف اللقاحات، الذي حققوه بشكل جيد، هو التقليل بشكل كبير من خطر الموت والأمراض الخطيرة.

ومع وجود حوالي 190 مليون شخص في الولايات المتحدة تم تطعيمهم بالكامل ضد فيروس كوفيد-19، نعرف أقل من 7178 حالة وفاة، وفي حين أن حالات العدوى أعلى بين كبار السن، فإن "معدل الوفيات بين غير الملقحين، بعمر 80 وما فوق لا يزال "أعلى بأربع مرات" من أولئك الذين تم تطعيمهم في تلك الفئة العمرية، والموت بسبب عدوى كورونا رغم التطعيم الكامل لا يزال أمر نادر للغاية.

لكن، ما هي احتمالات وفاة شخص رفيع المستوى مثل كولن باول بسبب حالة فيروس كورونا؟ نظراً للورم النخاعي لديه، ربما لا ينبغي أن يكون ذلك مفاجئاً.

ولكن يجب علينا أيضاً أن ننظر إلى الصورة الأكبر، تلك التي يكون فيها 66 مليون أمريكي مؤهلين لكن غير محصنين، حيث تبدو الحالة الوطنية ومعدلات الوفيات كما كانت في شهر أيار من عام 2020، حيث لم تكن حملة اللقاح تتعلق أبداً بإنقاذ حياة أي شخص، بل هي جهد جماعي لإنقاذ الآخرين.