دراسة: الجلوس لمدة طويلة مرتبط بزيادة الشعور بالاكتئاب والقلق

علوم

دراسة: الجلوس لمدة طويلة مرتبط بزيادة الشعور بالاكتئاب والقلق

9 تشرين الثاني 2021 12:45

نظراً لأن الناس التزموا بأوامر البقاء في المنزل أو العزلة الذاتية خلال الأشهر الأولى من تفشي فيروس كوفيد-19، تحولت التنقلات اليومية إلى تنقلات بين غرفة النوم وغرفة المعيشة.

وباء كورونا والاستقرار في المنزل

وباختصار، أصبح الكثير من الناس فجأة أكثر استقراراً أثناء ظهور الوباء، حيث وجدت الأبحاث المنشورة مؤخراً أن الأشخاص الذين استمروا في قضاء وقت أكبر في الجلوس بين شهري نيسان وحزيران 2020 من المحتمل أن تكون لديهم نسبة أعلى من الاكتئاب، ويمكن أن يلعب التحقيق الدقيق في هذا الارتباط دوراً مهماً في مساعدة الناس على تحسين صحتهم العقلية.

الجلوس هو سلوك مخادع

قال جاكوب ماير، الأستاذ المساعد في علم الحركة في جامعة ولاية أيوا والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية: "الجلوس هو سلوك مخادع، إنه شيء نقوم به طوال الوقت دون التفكير فيه."

وقال ماير: "في آذار 2020 ، علمنا أن فيروس كورونا سيؤثر على سلوكنا وما يمكننا فعله بالعديد من الطرق الغريبة وغير التقليدية التي لا يمكننا التنبؤ بها".

وللحصول على لمحة سريعة عن هذه التغييرات، جمع ماير وفريق من الباحثين الردود على استبيان من أكثر من 3000 مشارك في الدراسة من جميع الولايات الخمسين ومقاطعة كولومبيا، حيث أبلغ المشاركون بأنفسهم عن مقدار الوقت الذي يقضونه في ممارسة الأنشطة، مثل الجلوس والنظر إلى الشاشات وممارسة الرياضة، وكيف تتم مقارنة هذه السلوكيات بأوقات ما قبل الجائحة، وباستخدام المقاييس السريرية القياسية، أشاروا أيضاً إلى تغييرات في صحتهم العقلية، على سبيل المثال، الاكتئاب والقلق والشعور بالتوتر والوحدة.

وقال ماير: "نحن نعلم متى يتغير النشاط البدني للأشخاص ووقت الشاشة، فهذا مرتبط بصحتهم العقلية بشكل عام، لكننا لم نشهد بالفعل بيانات سكانية كبيرة مثل هذه استجابة لتغير مفاجئ من قبل".

أظهرت بيانات المسح أن المشاركين الذين كانوا يستوفون إرشادات النشاط البدني الأمريكية، أي 2.5-5 ساعات من النشاط البدني المعتدل إلى القوي كل أسبوع، قبل الوباء انخفض نشاطهم البدني بنسبة 32 ٪، في المتوسط ​، وذلك بعد فترة وجيزة من دخول القيود المتعلقة بفيروس كوفيد-19 حيز التنفيذ، وأفاد نفس المشاركين بأنهم شعروا بمزيد من الاكتئاب والقلق والوحدة. نشر ماير وزملاؤه الباحثون نتائجهم في المجلة الدولية لأبحاث البيئة والصحة العامة العام الماضي.

الجلوس وتأثيره على الصحة العقلية

كانت أحدث ورقة بحثية لماير بمثابة متابعة لمعرفة ما إذا كانت سلوكيات المشاركين وصحتهم العقلية قد تغيرت بمرور الوقت، حيث قام المشاركون بملء نفس الاستبيان كل أسبوع بين شهري نيسان وحزيران.

وقال ماير: "في الدراسة الثانية، وجدنا أن الناس، في المتوسط، شهدوا تحسناً في صحتهم العقلية خلال فترة الثمانية أسابيع، لقد تكيف الناس مع الحياة في ظل الوباء، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين ظلت أوقات جلوسهم طويلة، فإن أعراض الاكتئاب لديهم، في المتوسط ​، لم تنخفض بنفس الطريقة التي يتعافى بها أي شخص آخر".

كما شدد ماير على أن إيجاد "ارتباط" بين الجلوس والصحة العقلية لا يماثل القول بأن المزيد من الجلوس يسبب الاكتئاب، وقال أنه من المحتمل أن الأشخاص الذين كانوا أكثر اكتئاباً جلسوا أكثر أو أن الأشخاص الذين جلسوا أكثر أصبحوا أكثر اكتئاباً، أو ربما كان هناك عامل آخر لم يحدده الباحثون.

وقال ماير: "هذا بالتأكيد يستحق المزيد من التحقيق"، مضيفاً أن بيانات المسح الشهرية من حزيران 2020 إلى حزيران 2021 من المقرر أن تصبح متاحة للجمهور قريباً، وأضاف: "أعتقد أن إدراك بعض التغييرات الطفيفة التي أجريناها أثناء الوباء وكيف يمكن أن تكون مفيدة أو ضارة أمر مهم حقاً بينما ننظر إلى الجانب الآخر من حياة الوباء."

هذا وأوصى ماير الناس بأخذ فترات راحة عند الجلوس لفترات طويلة من الزمن، وذلك بالمشي لمسافة قصيرة بين الحين والآخر.

المصدر: Science Daily