لفت الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إلى أن روسيا تزيد من وجودها العسكري على الحدود مع أوكرانيا وتزيد من نشاطها في المجال الجوي لدول البلطيق.
وقال ستولتنبرغ، في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية: "نرى هيكلاً عسكرياً روسياً مهماً يجري تجديده تدريجياً بوحدات قتالية ووحدات محمولة جواً وقدرات متنوعة للغاية. ولا أتكهن بنوايا روسيا، لكنني أعلم على وجه اليقين أن روسيا لديها القدرة على استخدام القوة العسكرية ضد جيرانها وقد أظهرت ذلك".
يأتي هذا بالرغم من أن روسيا دحضت مراراً اتهامات الغرب وأوكرانيا بارتكاب "أعمال عدوانية"، قائلة إنها لا تهدد أحداً، ولا تنوي مهاجمة أحد، وأنهم يستخدمون تصريحاتهم حول "العدوان الروسي" كذريعة لنشر المزيد من معدات الناتو العسكرية بالقرب من الحدود الروسية.
وأشار ستولتنبرغ، الذي شارك في منتدى الناتو والصناعة السنوي في روما في اليوم السابق، إلى "أننا نشهد أيضاً زيادة في نشاط روسيا في المجال الجوي لبحر البلطيق"، مع أن وزارة الدفاع الروسية صرحت غير مرة أن جميع رحلات طائرات القوات الجوية الروسية تجري تبعاً للقواعد الدولية لاستخدام المجال الجوي.
وأكد ستولتنبرغ أن الناتو يجمع ويدرس المعلومات ويقدم لأوكرانيا "الدعم العملي والسياسي" في تدريب وتجهيز وحداتها، فيما شدد رئيس الحلف على أن التحالف اتخذ "ردوداً ثقيلة على الأعمال العدوانية لروسيا"، ووضع الكتائب في حالة تأهب قصوى في دول البلطيق وبولندا وزيادة تواجدها في رومانيا والبحر الأسود. وقال إن عملية "التعزيز الأكثر طموحاً للأمن الجماعي في الجزء الشرقي من الحلف" بدأت مع "الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم".
وأضاف ستولتنبرغ: "هذه ردود دفاعية وشفافة، لكنها تظهر تصميم الناتو على حماية الحلفاء".
أصبحت شبه جزيرة القرم في عام 2014 منطقة روسية بعد استفتاء. وعلى الرغم من أن الغرب لا يعترف بالوضع الجديد لشبه الجزيرة، قالت السلطات الروسية إن قضية القرم "مقفلة تماماً".
وسبق أن أشارت الخارجية الروسية إلى أن تصريحات الغرب حول "العدوان الروسي" وإتاحة الفرصة لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها ضده، سخيفة وخطيرة في نفس الوقت.
كما نفت روسيا مراراً تقارير عدد من وسائل الإعلام الغربية عن قيام روسيا بسحب قواتها إلى الحدود مع أوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف في وقت سابق تصريحات بأن روسيا تستعد لغزو أوكرانيا بالمقلقة. وأشار الكرملين إلى أن روسيا تنقل قواتها داخل أراضيها ووفقًا لتقديرها الخاص، وإن هذا لا يهدد أحداً ولا ينبغي أن يزعج أحداً.
وكالة سبوتنيك