أخبار لبنان

جورج قرداحي: قادة الخليج أصدقائي وأحبائي ولست متمسكاً بموقفي بعدم الاستقالة

30 تشرين الثاني 2021 22:35

أكد وزير الإعلام جورج قرداحي، خلال حديث مع قناة "فرانس 24"، أنه لم يكن "سبباً في تعطيل هذه الحكومة"، مشيراً إلى أنها "منذ ولادتها، تعرضت لحملة شعواء ومركزة من الداخل والخارج، فبعض الجهات الداخلية والخارجية اتهمها بأنها حكومة حزب الله، بينما في الواقع هي ليست كذلك، بل هي حكومة لبنان، وولادتها شهدت مساراً عسيراً حتى أبصرت النور، وتفاءلنا جميعاً بأنها ستكون حكومة إنقاذ، وهذه الحكومة ليست سبباً في الأزمة التي يشهدها لبنان".

وعن السبب في أزمة لبنان مع دول الخليج، قال قرداحي: "إن هذا الأمر أصبح خلفنا، فأنا أعرف دول الخليج التي عشت فيها، وقادة هذه الدول من أصدقائي وأحبائي. ولم يتعرض أحد بسوء للبنانيين الموجودين في الخليج. ومنذ أن بدأت الأزمة معي، أعلنت المملكة العربية السعودية ودول الخليج أن اللبنانيين في تلك الدول لن يتعرضوا لأي سوء معاملة".

وأعرب عن أسفه من أن "البعض في لبنان يستغل وجود اللبنانيين في الخارج كقميص عثمان لتخويف الحكومة وتخويفنا من هذا الموضوع"، مؤكداً أن "وزير خارجية المملكة العربية السعودية كررها مرتين على الأقل، وقال: إن الأزمة مع لبنان تتجاوز تصريحات وزير الإعلام، وهي أكبر من ذلك. إنها أزمة سيطرة حزب الله على الحكومة، وهذا ما كرره مسؤولون خليجيون مرات عدة"، داعياً إلى "عدم العودة للأمور القديمة التي تاجر البعض في لبنان بها، وهي ليست صحيحة".

وتابع: "إن الشارع ينقسم إلى رأيين: رأي يعتبر موقفي سليماً وله علاقة بالسيادة والاستقلال وحرية الرأي، وهذا رأي الأكثرية، ورأي آخر لأسباب في نفس يعقوب يهاجمني، وأنا أبحث عن السبب"، مضيفاً: "منذ البداية، كنت منفتحاً، وأبلغت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بأنني لست متمسكا بالمنصب، ولكن هناك كثر يطالبونني بعدم التنازل لأن لهذا الأمر علاقة بسيادة لبنان".

ولفت قرداحي إلى أنه "بين ضغطين من الشارع اللبناني: ضغط من الأكثرية تطالبني بعدم الاستقالة، وضغط من جهة أخرى تدعوني إلى الاستقالة للحفاظ على مصالح لبنان، لكنني قلت إذا كانت هناك دلائل على أن استقالتي ستؤدي إلى إعادة العلاقات مع دول الخليج فوراً وإلى وقف الحملة المسعورة والمركزة على حكومة الرئيس ميقاتي فسأضعها فوراً على طاولة مجلس الوزراء حتى يبت بهذه الاستقالة، فأنا لست متمسكاً بهذا المنصب".

وأبدى حزنه وشعوره "بالمرارة لأن بعض الوزراء يطالبونني بالاستقالة، رغم علمهم بأني لست مذنباً ولم أخطئ في كلامي، وخصوصاً أن حديثي في تلك المقابلة قبل شهرين من تعييني وزيراً"، مبيناً: "جئنا إلى هذه الحكومة باعتبارها حكومة متضامنة بين بعضها، وسألتهم جميعاً: هل أنا مخطئ؟ قالوا: لا، فسألتهم: لماذا لم تدافعوا عني؟ فلكل شخص حساباته، فعلى السياسي من أي حزب أو طائفة أن يتحلى بالشجاعة ويقف مع الحق وحرية الرأي".

ورأى قرداحي أن "ما حصل معي هو ذريعة بدليل كلام وزير الخارجية السعودي الواضح والصريح"، وقال: "إني أحزن لأن لبنان كله يتعرض للمؤامرة لأسباب نشرحها لاحقاً، وأتوجه إلى إخواني في الخليج لأقول لهم يجب ألا تتركوا لبنان، ليس هناك من عذر ولا ذريعة ولا سبب حتى نترك لبنان".

وحين سئل إن كان يعتبر نفسه ضحية للتناحر السعودي الإيراني، أجاب قرداحي: "نعم أنا استخدمت في هذه القضية كذريعة للإعلان عن قطع العلاقات لتصفية حسابات سياسية مع حزب الله وإيران، ولكن أنا لا دخل لي في هذا الموضوع. لست وزيراً ولا عميلاً لحزب الله كما قال بعض السياسيين في لبنان والذين أحتقرهم على كلامهم. أنا لست عميلاً لأحد بل أنا لبناني حر الرأي والضمير ولا أخشى أحداً".

وتحدث عن حلفه مع سليمان فرنجيه، فقال: "أنا مقرب منه ولي الشرف، وسبب الحملة عليّ هو هذا القرب منه، وعند نشوب الأزمة قلت له هذه استقالتي من الأمانة التي أعطاني إياها من حصته فأعيدها إليك، فقال بأنه ليس محرجاً بل بالعكس هو يعتبر بأنني لم أخطئ ولم أذنب ولم أسئ التصرف بالنسبة للمملكة العربية السعودية أو أي من دول الخليج، والمقابلة أجريت معي قبل شهرين من تعييني وزيراً. ولم أكن أعلم وقت المقابلة بأنني سأصبح وزيراً".

ورداً على سؤال عن تفكيره بوضع قانون بحق بعض الفضائيات المعادية لدول الخليج التي تبث من بيروت كـ "اللؤلؤة" و"المسيرة" قال: "كان ولا يزال لدي مشاريع كبيرة جداً لهذه الوزارة والتي هي بخلاف ما يعتقد البعض وزارة مهمة جداً بالنسبة للوضع اللبناني. هناك محطات غير شرعية موجودة ومواقع إلكترونية تبث وهي غير شرعية، ويجب أن تنظم، وكان لدي الكثير من الطموحات، وإن شاء الله أن تمر هذه الموجة ونتمكن من وضع هذه البرامج والأفكار والطموحات موضع التنفيذ".

وأجاب على سؤال حول ندمه على تصريحاته بالقول: "لم أكن أعلم بأنها ستثير هذه الضجة وأن تستغل بهذه الطريقة"، داعياً "الأخوة السعوديين إلى إعادة سماع المقابلة بكاملها، خاصة أن هناك حكماء في المملكة وفي الخليج من المثقفين والنخب، بحيث أنني لم أتكلم بشيء يمس المملكة، وأنا طالبت بكل صدق ومحبة بوقف هذه الحرب في اليمن".

وختم: "لست متمسكاً بموقفي بعدم الاستقالة، ويجب إيجاد حل، إما بالبقاء أو بالاستقالة، وهذا الموضوع يتقرر في مجلس الوزراء مجتمعاً. وأنا تعلمت من هذه المحنة كم أن وضع بعض الإعلام في لبنان يؤسف له بسبب التحامل الشخصي".

الوكالة الوطنية للإعلام